عودة رحلات الحج من دمشق لأول مرة منذ 12 عاماً: لماذا الغضب والبهجة معاً؟
موقع الحل السوري الأخباري -

ليست مزحة بل حقيقة. عودة حملات الحج السوري من دمشق باتت رسمية وذلك لأول مرة منذ 12 عاما، إذ كان ملف الحج السوري طيلة الماضية منوطا بلجنة الحج السورية في الخارج.

في التفاصيل، أعلنت وزارة الأوقاف بدمشق انتهاء إجراءات التسجيل لموسم الحج 2024، وتم قبول 17.500 شخص من أصل 50 ألف شخص قدموا طلباتهم. وخضع الاختيار إلى مفاضلة إلكترونية حسب الأعمار. الأفضلية فيها لمن تجاوز سن 67 عاما، باستثناء المحرم أو المرافق الذي قد يكون بعمر أصغر.

وبعد عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، العام الماضي، وتعيين دمشق مساعد وزير الخارجية، أيمن سوسان، سفيرا لدى المملكة العربية السعودية، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، اتفق الجانب السعودي مع دمشق على استقبال نحو 17.500 حاج من السوريين المقيمين في مناطق حكومة دمشق.

وزارة الأوقاف السورية، قبلت وفق صحيفة “الوطن” جميع المتقدمين للحج من مواليد 1957 وما دون ذلك. أما إدارة وخدمة الحجاج السوريين المقيمين في مناطق المعارضة بالشمال السوري وتركيا، فستكون بشكل مستقل، وعددهم نحو 5000 حاج.

لماذا التسديد بالدولار؟ 

رغم البهجة التي ارتسمت على وجوه السوريين ممّن سيذهبون للحج من دمشق، إلا أن الغضب يعتري العديد منهم، والسبب هو قرار “مصرف سوريا المركزي” بإلزام جميع من حصلوا على موافقة وزارة الأوقاف لتأدية فريضة الحج، بتسديد الرسوم المترتبة عليهم للوزارة بالدولار الأميركي، كما سمحت لجميع محلات الصرافة المرخصة ببيع الدولار للمتقدمين مع فرض عمولة عليهم مقدارها 10 بالمئة.

وقال “المركزي السوري”، في بيان، إن الحاصلين على موافقة وزارة الأوقاف لأداء مناسك الحج ملزمون بتسديد الرسوم المترتبة عليهم بالدولار الأميركي وإيداع المبلغ في جميع فروع بنك “البركة” في سوريا، مشيرا إلى أن التسديد هو لصالح وزارة الحج السعودية.

جسر حافظ الأسد المطل على نهر بردى في وسط دمشق (أ ف ب)

وألزم القرار كذلك، الإدارة المعنية في هذا الحساب، تزويد المركزي السوري بأسماء جميع من قاموا بالتسديد وإرفاق وثائق تثبت أنها لصالح وزارة الحج السعودية، وكذلك بيانات المبالغ المستردة بالدولار لمن تخلفوا عن أداء الحج خلال 10 أيام من انتهاء المناسك.

“المركزي السوري” أجاز لجميع شركات الصرافة المرخصة ببيع المبلغ المطلوب للرسوم بالدولار الأميركي وفق السعر الوارد في نشرة “الحوالات والصرافة” الصادرة عنه في يوم بيع المبلغ المقابل المطلوب، أي 13 ألفا و500 ليرة سورية مقابل كل دولار واحد، وفقا لتاريخ النشرة الصادرة في هذه الأيام.

تكاليف أداء فريضة الحج وسطياً

صحيفة “الوطن” نقلت عن صاحب مكتب سياحة وسفر يعمل بخدمات الحج والعمرة قوله، إن تكلفة أداء الفريضة لهذا الموسم لمدة 14 يوما، تبدأ من 85 مليون ليرة سورية وقد تصل إلى 200 مليون ليرة سورية، حسب رغبة الحاج والفندق المراد الإقامة فيه، متضمنة كامل نفقات الرحلة ذهابا وإيابا.

وفق ذلك، فإنه على الحاج الواحد شراء في الحد الأدنى ما قيمته نحو 6 آلاف و200 دولار من داخل سوريا وفقا لسعر الليرة مقابل الدولار في نشرة “الحوالات والصرافة”، متضمنا رسوم وزارة الأوقاف وأجور الخدمات التي سيحصل أمناء أفواج الحج المعتمدين من قبلها لقاء خدمات تُقدّم للحجاج في السعودية.

من جانبه قال موقع “أثر برس”، إن تكاليف أداء فريضة الحج وسطيا لهذا العام انطلاقا من دمشق، تراوحت بين 4000 و5150 دولارا أميركيا، وفقا لتسعيرات مكاتب الحج والعمرة في العاصمة السورية، ونقل الموقع عن المكاتب المخصصة لرحلات الحج والعمرة، أن المبلغ المذكور يشمل تذكرة الذهاب والإياب والإقامة في الفندق، والتنقلات بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، بالإضافة إلى وجبتي الفطور والغداء.

بالمحصلة، فإن المبلغ الكامل عن 17.500 حاج من داخل مناطق الحكومة السورية، هو نحو 110 ملايين دولار بالحد الأدنى، لا تُلزم فيها محلات الصرافة المرخصة ببيعها؛ لأن قرار “المركزي السوري” غير ملزم في نصه، ما يعني زيادة على طلب الدولار في السوق السوداء، وانخفاض متوقع لسعر صرف الليرة، وفق موقع “المدن”. 



إقرأ المزيد