ميزر صوان: عدو الغوطتين ووجه من أوجه جرائم النظام البائد من اليمن إلى إيران
زمان الوصل -
"عدو الغوطتين" هو اللقب الذي أطلقه طيارون سوريون مؤيدون للثورة على اللواء الطيار ميزر عبده صوان، الذي أعلن الأمن الداخلي اعتقاله مؤخرًا.
ولد ميزر صوان عام 1954، وتخرج في الكلية الجوية عام 1977 برتبة ملازم طيار. تدرّب على طائرات متعددة مثل ميغ 17، سوخوي 7، سوخوي 22، وسوخوي 24. تنقّل بين مطارات المزة، تيفور، والشعيرات، وأوفد إلى روسيا عام 1989 لدورة على طائرة سوخوي 24. عاد ليعمل طيارًا على هذه الطائرة، ثم نُقل إلى مطار السين عام 1996 بعد حادثة قتل ابنه لابن أحد الجيران. كما أوفده النظام السابق إلى اليمن مدرسًا لمادة "نظريات الطيران".
ترقى صوان إلى رتبة عقيد عام 1997 ثم تابع دورة ركن. وُصف بأنه طيار ماهر، لكنه كان يتمتع بشخصية هزيلة ومتحفظة، يتهرب من المسؤولية، حتى أن مقربين وصفوه بأنه "من أشباه الرجال".
صعود ميزر
حرص نظام الأسد الأب وابنه على اختيار شخصيات عسكرية ضعيفة لتولي المناصب القيادية لسهولة التحكم بهم من قبل أجهزة المخابرات. لم يتمتع صوان بشخصية قيادية رغم تعيينه في مناصب عليا مثل قائد سرب ولواء وفرقة. كان جبانًا وخائفًا من المخابرات ومواليًا لها، ينقل للمخابرات الجوية أي قرار يتخذه، مما جعله خيارًا مفضلاً للمناصب القيادية ليكون تابعًا.
سنوات ما قبل الثورة
في عام 2002، عين العقيد صوان قائدًا للسرب 696، وعانى هو وأفراد سربه من ضعف شخصيته. عوض صوان ضعفه بالتواصل المستمر مع المخابرات الجوية، ما لاقى استحسان الجهاز الأمني.
في 2004، عُين صوان نائبًا لقائد اللواء في مطار السين، العميد سجيع درويش، وترقى إلى عميد. خلال هذه الفترة، كان درويش يلقي عليه بكل الأعمال، بينما تفرّغ لنهب اللواء 17. عام 2008، عُين صوان قائدًا للواء 17، الذي كان يعتبر أكبر لواء في القوى الجوية. في عهده، كان الضابطان أنيس داوود ومحمد ديبو (ضابط أمن اللواء) هما القادة الفعليين، حيث أسس ديبو شبكة لنهب خيرات اللواء.

سنوات الثورة وجرائم صوان
مع اندلاع الثورة، وصف صوان المتظاهرين بـ"المرتزقة والعملاء" الذين يجب قتلهم. بناءً على تعليمات المخابرات الجوية، عقد اجتماعًا في مايو 2011 شرح فيه "نظرية المؤامرة" على سوريا، داعيًا لسحق هذه الظاهرة بقوة. في يونيو 2011، أرسل صوان أكثر من مئة ضابط وعنصر من اللواء 17 لدعم جهود المخابرات في إخماد الثورة. كما ساهم في تشكيل قوة عسكرية لمهاجمة أهالي مدينة الضمير، مما أدى إلى مقتل واعتقال عدد كبير منهم. في فبراير 2012، نفّذ مشروع اختبار الذخائر الجوية ضد المناطق الثائرة.
نُقل صوان إلى قيادة الفرقة الجوية 20 منتصف عام 2012، حيث أوكلت إليه مهمة متابعة العمليات وأيد بشدة قرار قصف المدنيين. أبدى استعداده لتنفيذ القصف بنفسه، مما رفع رصيده لدى المخابرات الجوية. عام 2013، رُقي إلى رتبة لواء وعُين نائبًا لقائد الفرقة الجوية 20، حيث كان يحضر الطيارين لطلعات القصف الجوي ضد المدن والقرى ويشجعهم على الضرب بقسوة.
إلى إيران
في سبتمبر 2013، سافر صوان إلى إيران مع مجموعة من الطيارين لنقل 8 طائرات سوخوي 24، خمس منها سورية كانت للصيانة في روسيا وثلاث عراقية، كهدية لسلاح الجو السوري. قاد بنفسه طائرة من إيران إلى مطار تيفور، مما منحه ثقة النظام المطلقة. بدأت الأنظار تتجه إليه لخلافة اللواء سيئ السمعة جايز الموسى، الذي أصبح رئيسًا لأركان القوى الجوية.
ورث صوان مهام الموسى، وقام بدوره كرئيس للمنطقة الأمنية في الضمير وما حولها، منفذًا الجرائم بامتياز. قرب إليه الطيارين "المجرمين" وأغدق عليهم المكافآت، وحرص على إسناد المهام إليهم شخصيًا، موصيًا بقصف الحاضنة الشعبية في القرى والمدن المستهدفة، وخاصة الغوطتين الشرقية والغربية، واصفًا مدن الغوطة بـ"الإرهابية" التي يجب مسحها. منذ توليه قيادة الفرقة 20 في يوليو 2015، ارتكبت الطائرات التي انطلقت من مطارات الضمير، السين، خلخلة، والناصرية مئات المجازر في الغوطتين، خاصة في دوما، حيث أمر بقصف سوقها التجاري مرارًا، مما أودى بحياة مئات الأبرياء. يُروى عن صوان قوله للطيارين: "لا يهم أن تصيبوا الأهداف المهم أن تسقط القنابل على الكتل السكنية وأن توقعوا أكبر عدد من القتلى والجرحى".
لم تقتصر جرائم صوان على الغوطتين، ففي أبريل الماضي وجه بقصف مدينة الضمير، وأمر بقصف مدينة جيرود بأكثر من 100 طلعة جوية لاستعادة جثة الرائد الطيار نورس حسن.
زمان الوصل


إقرأ المزيد