لاجئ سوري حول خيمته إلى واحة خضراء في مخيم الزعتري
زمان الوصل - 6/26/2025 6:21:16 AM - GMT (+2 )
إقرأ المزيد
زمان الوصل - 6/26/2025 6:21:16 AM - GMT (+2 )

في صحراءٍ قاسية لا تعرف الخضرة، حيث الغبار والحرّ والعطش، ينبثق من مخيم الزعتري نورٌ صغير لحكاية كبيرة. هناك، بين الكرفانات المتناثرة والخيام التي تروي قصص الفقد والمنفى، قرر الشاب "حمزة الخليّف"، اللاجئ القادم من درعا، أن يصنع من الألم بذرة، ومن التراب اليابس حديقة.
حين وصل إلى المخيم عام 2013، كان كل شيء فوضويًا؛ شوارع بلا تخطيط، بيوت متشابكة، وأرض لا تعد بشيء. لكن مع أولى ملامح التنظيم، بدأ حلم حمزة يتشكل.
حصل على مساحة صغيرة، ضيّقها الاضطرار، فوسّعها بالحلم، وشيئًا فشيئًا، بدأ بزرع أولى غراس النعنع والزيتون... لتتحوّل لاحقًا إلى حديقة حقيقية، تتوسطها نافورة ماء صُممت على طراز بيوت دمشق القديمة.
كما يروي لـ "زمان الوصل" مضيفاً أن ذكريات درعا، حيث العائلة كانت تهتم بالتشجير وتحب الزراعة، هي ما دفعه لتحويل ركنه الرملي إلى لوحة خضراء؛ أشجار ليمون وتين ورمان، شجيرات ياسمين وورد جوري، وأعشاب عطرية تنشر شذاها في أرجاء المخيم.
وتضم حديقته كما يقول حتى النباتات النادرة التي وجدت لها مكانًا في جنّته الصغيرة: ومنها القفص الصدري، عصا موسى، البوتسا، وأشجار قبار الصيف التي تتحدى الجفاف كما يتحداه ساكنو المخيم.
شح المياه
ولفت حمزة إلى أنه مع شحّ المياه، أصبح للريّ طقوس دقيقة؛ ففي الشتاء تُسقى الحديقة كل ستة أيام، وفي الصيف تنتظر أسبوعين أو أكثر. ومع كل قطرة، يُروى فيها النبات ويُروى فيها الأمل.
لكن حمزة لا يزرع ليبيع، بل ليُهدي. فثمار عنبه وزيتونه لا تُعرض في الأسواق، بل تُقدَّم بمحبة لمن يحتاجها. في مخيم يشكو من ضيق العيش، تنبت روح الكرم، وتزهر مع كل شجرة حكاية.
الأخضر يذكرني بالوطن
ويتحسر حمزة على موت بعض الورود التي جلبها للزراعة وبخاصة المخصصة للصالونات فكان بعضها يموت ويجف بسبب الطقس وتغيير الأجواء وبعضها بسبب البرد أو انقطاع الكهرباء، لأن بعض أنواع الورد كما يقول تحتاج إلى كهرباء وإضاءة دائمة وهو الأمر المتعذر في مخيم الزعتري.
ويضيف حمزة وهو يجلس إلى جوار نباتاته، يتأمل فاصولياءه وذُرَته وطماطمه: "أريد أن أرى اللون الأخضر من جديد... الأخضر يذكرني بالوطن".
وهكذا، وسط أكثر مناطق الأردن ضعفًا وفقراً، يثبت اللاجئون أن الحياة لا تحتاج أكثر من بذرة أمل، وشخص يؤمن بأن في الصحراء أيضًا... يمكن أن تُزهر الحقول.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
إقرأ المزيد