“معاوية”.. دراما تاريخية تتعرض للنقد
عنب بلدي -

سجلت الدراما التاريخية العربية حضورها اللافت في الموسم الرمضاني الماضي، وكان من أبرز أعمالها مسلسل “معاوية”، الذي يجسد سيرة سادس الخلفاء معاوية بن أبي سفيان.

تدور أحداث العمل عن سيرة معاوية الشخصية منذ نشأته ودوره في كتابة الوحي، وحتى توليه الحكم عقب تنازل الإمام الحسن بن علي عن الخلافة.

كما يغطي العمل أحداثًا محورية في التاريخ الإسلامي، كمرحلة “الفتنة الكبرى”، بداية من استشهاد الخليفة عثمان بن عفان، مرورًا بحكم الإمام علي بن أبي طالب، ثم وصول معاوية إلى سدة الحكم، وانتهاء بمساعيه لتسليم الخلافة لابنه يزيد.

ورصد العمل أهم محطات إدارته شؤون الحكم، بالإضافة إلى الجوانب البطولية التي خاضها معاوية، كإنشاء الأسطول البحري بعد حريق عكا، ومعركة فتح قبرص بعد مواجهة “البيزنطيين”.

وتناولت أحداث العمل معركة “القسطنطينية” ومواجهة “الروم”، إحدى أكثر معارك الإسلام “شراسة”، والتي أدت إلى استشهاد الصحابي “أبو أيوب الأنصاري”، كما تعرض لواقعة “صفين”.

وتطرق العمل لتفاصيل الحياة الشخصية للخليفة الأموي معاوية، إذ عرض مراهقته وشبابه، وزواجه من فاختة ووفاتها، وطلاقه من زوجته ميسون، ووفاة ابنه البكر عبد الرحمن، ووالدته، وأخيه.

حملة انتقادات واسعة طالت مسلسل “معاوية”، منذ أولى حلقاته، ومردّها أسباب دينية، منها: تجسيد سيرة الصحابة والخلفاء وخاصة شخصية معاوية التي تعتبر “موضع جدل” في تاريخ الإسلام، والمغالطات التاريخية في تلك الحقبة، وأسباب فنية ترتبط بأداء الفنانين، وبالمحتوى، وبالمظهر الخارجي.

وبدأت الانتقادات بمشهد ولادة الخليفة معاوية، الذي أثار موجة غضب، كذلك مراحل حياته العمرية التي مرت بسرعة كبيرة، كمراهقته، ودخوله الإسلام، وحتى عندما أصبح كاتبًا للوحي، دون التطرق لتفاصيل أساسية، وهنا اعتبر المؤرخون والنقاد أن هدف العمل ليس رصد جوانب حياة معاوية، بل تقديم صورة أرادها صنّاع العمل أن تكون حياة معاوية.

إظهار وجوه الصحابة مثل “أبو بكر” وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم، كان أحد أبرز الانتقادات التي طالت العمل ونجومه.

ويمتد النقد إلى غياب المعالجة الدرامية الواضحة، وسوء اختيار الفنانين، وأداء بعضهم “البارد”، وكثرة الحوارات الفارغة التي لا تمهد لأحداث درامية، جعل الإخراج موضع سخرية، بالإضافة إلى أزياء الفنانين وملوكهم التي لم تناسب تلك الحقبة.

“معاوية”، بطولة عدة فنانين سوريين وعرب، منهم لجين إسماعيل بدور معاوية، وإياد نصار بدور علي بن أبي طالب، وسامر المصري بدور عمر بن الخطاب، وأيمن زيدان بدور عثمان بن عفان، وغانم الزرلي بدور يزيد بن أبي سفيان، وسهير بن عمارة بدور هند بنت عتبة، ووائل شرف بدور عمرو بن العاص، وأسماء جلال بدور زوجة معاوية، وفنانون آخرون.

العمل من تأليف خالد صلاح، وإخراج أحمد مدحت، وإنتاج مجموعة “mbc” وعُرض على قنواتها، وعلى منصة “شاهد”، ويعد المسلسل أضخم دراما تاريخية عربية، بميزانية استثنائية بلغت 100 مليون دولار، إذ تضمن تقديم مشاهد بصرية مميزة، كالمعارك “الضخمة”.

مرتبط

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى



إقرأ المزيد