الأنباء - 11/12/2025 10:46:09 PM - GMT (+2 )
نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية صورا للرئيس السوري أحمد الشرع وهو يلعب الشطرنج في مقر إقامته بفندق «سانت ريجيس» بالعاصمة الأميركية واشنطن، وذلك خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة إن «الشرع بدا هادئا وواثقا خلال حديثه المطول إلى فريقها التحريري، في حوار استمر ساعة كاملة، كشف خلاله جوانب شخصية وسياسية جديدة».
وأضافت أن الرئيس الشرع تحدث عن ولعه في طفولته بدوري كرة السلة الأميركي للمحترفين (NBA)، وعن إعجابه الشديد بأسطورة اللعبة مايكل جوردان، مضيفا أنه يفضل «البيسبول» على كرة القدم، ويبرع في لعب البلياردو.
وأكد الشرع أن زيارته إلى الولايات المتحدة ولقاءه الرئيس دونالد ترامب وأعضاء في الكونغرس، هدفت إلى بناء علاقات شراكة قوية بين دمشق وواشنطن، مشيرا إلى أن المحادثات تناولت رفع العقوبات عن سورية، وحققت نتائج جيدة.
وأوضح الشرع في حديث لـ«واشنطن بوست» نشرت تفاصيله أمس، أن اعتداءات إسرائيل لا تنبع من مخاوفها الأمنية، بل من طموحاتها التوسعية، وقال ان اسرائيل لطالما ادعت أن لديها مخاوف بشأن التهديدات التي تمثلها الميليشيات الإيرانية، مضيفا «نحن من طردنا تلك القوات من سورية»، مشددا على أن الجنوب أرض سورية، وأنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل قبل انسحابها من الأراضي التي احتلتها في الثامن من ديسمبر الماضي.
وأكد الشرع أن «استقرار سورية سيؤثر على المنطقة بأسرها، والاستقرار مرتبط بالاقتصاد والتنمية وبالتالي برفع العقوبات، وهذا النقاش مستمر منذ أشهر، وأعتقد أننا توصلنا إلى نتائج جيدة. لكننا ما زلنا ننتظر القرار النهائي».
وبشأن الأوضاع في سورية، أوضح أن سورية خرجت لتوها من حرب ضروس، وكانت تعيش في ظل ديكتاتورية ونظام قاس سيطر على البلاد لمدة 60 عاما. والآن تمر بمرحلة انتقالية وخلال هذه المرحلة، هناك أوضاع وظروف وقوانين مختلفة عن الدول المستقرة.
وفي رده على الانتقادات المرتبطة بماضيه كمقاتل، قال الشرع إن «القتال من أجل الدفاع عن الأرض والشعب ليس عيبا»، مؤكدا أن سورية تمر بمرحلة انتقالية بعد عقود من الحكم الديكتاتوري وتسعى الى إرساء الاستقرار وبناء دولة القانون.
واعتبر أن هناك مصالح فردية لبعض الجماعات التي تريد الحكم الذاتي وبعض هذه الأطراف تسعى الى تبرير مصالحها مستخدمة طائفتها أو عقيدتها غطاء، مضيفا: «إنهم يتحدثون عن تهديد وجودي لطائفتهم أو عقديتهم، لكن في سورية نعيش في تعايش مع جماعات دينية مختلفة منذ أكثر من 1400 عام، وما زلنا موجودين، وما زال هذا التنوع قائما».
وبخصوص الحرب ضد تنظيم داعش، قال الشرع: «كنا في حرب معه لعشر سنوات، وفعلنا ذلك دون تنسيق مع أي قوة غربية أو أي دولة أخرى، وسورية اليوم قادرة على تحمل هذه المسؤولية»، محذرا من أن تقسيم سورية، أو وجود أي قوة عسكرية خارج سيطرة الحكومة، يمثل البيئة المثلى لازدهار «داعش».
وفيما يتعلق بالاتفاق مع «قسد» رأى الرئيس أن الحل الأمثل هو أن تشرف القوات الأميركية الموجودة في سورية على دمج قوات «قسد» في قوات الأمن التابعة للحكومة المركزية. وأن تكون مهمة حماية الأراضي السورية من مسؤولية الدولة.
وأوضح أن سورية تنخرط في مفاوضات مع إسرائيل، وقطعت شوطا طويلا في طريق التوصل إلى اتفاق أمني، لكن للتوصل إلى اتفاق نهائي يجب على إسرائيل الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في الثامن من ديسمبر، مؤكدا أن الرئيس ترامب يدعم وجهة نظرنا أيضا، وسيدفع بأسرع وقت ممكن للتوصل إلى حل لهذه المسألة.
وحول العلاقات مع روسيا، قال الشرع: «خضنا حربا ضد روسيا لعشر سنوات، وكانت حربا قاسية وصعبة ـ أعلنوا أنهم اغتالوني عدة مرات - نحن بحاجة إلى روسيا لأنها عضو دائم في مجلس الأمن. ولا نريد أن ندفع روسيا إلى خيارات بديلة أو أخرى في التعامل مع سورية».
وأشار الرئيس الشرع إلى أن قضية بشار الأسد تشكل إشكالية بالنسبة لروسيا، والعلاقة معهم ما زالت في بدايتها، مبينا أننا سنحافظ على حقنا كسوريين في المطالبة بمحاكمة الأسد.
إقرأ المزيد


