بين الواقع المتعب والخيال الدرامي، تقدم مسرحية “أنا عربي حر” دعوة مفتوحة إلى الحرية والوعي الثقافي، في وقت حساس بالنسبة للمجتمع السوري والعربي.
“أنا عربي حر” ليس مجرد عنوان، بل هو شعار حياة وتجربة شخصية لأبطال المسرحية الذين يواجهون تحديات اجتماعية وسياسية على خلفية القمع الذي عاشه المواطن العربي، وخاصة في سوريا، لتكون رسالة فنية تعكس صراع الإنسان في ظل القمع والظلم.
تكشف المسرحية عن رحلة كاتب يُقدم روايته الجديدة تحت اسم “أنا عربي حر”، وهي رحلة مليئة بالصراع والتحدي، إذ يتعرض الكاتب لانتقادات شديدة من السلطات، ويتم اتهامه بنشر أفكار لا تتماشى مع النظام الحاكم.
رؤية فكرية في العنوانفي حوار مع مؤلف ومخرج المسرحية حسن سمرة، قال لعنب بلدي إن اختيار اسم “أنا عربي حر” بدلًا من “أنا سوري حر” جاء ليعكس الفكرة العربية المشتركة التي يعيشها المواطنون في عدة دول عربية، إذ تتشابك القضايا السياسية والإنسانية في كل أنحاء العالم العربي.
المؤلف أكد أن المسرحية تتناول القمع والحرمان من الحرية الذي يعاني منه كل مواطن عربي، سواء في سوريا أو في أي من البلدان العربية الأخرى، فالمسرحية ليست محصورة بسوريا فقط، بل هي تدور حول القضايا العربية الكبرى والتحديات التي يعيشها الشعب العربي على مختلف الصعد.
رؤية وطنية وعربية شاملةالمسرحية التي عُرضت في دار “الأوبرا” بدمشق بين 10و 12 من تشرين الثاني الحالي، تجمع بين القضايا الوطنية المحلية والهموم العربية المشتركة، فتتطرق إلى الأحداث التي مرت بها سوريا وبعض البلدان العربية الأخرى، مع تسليط الضوء على الصراعات السياسية والاجتماعية التي تعيشها المجتمعات العربية.
وتروي المسرحية قصة كاتب تعرض للتهديدات الأمنية بسبب عمله الأدبي الذي يحمل رسائل نقدية للنظام، وعلى الرغم من القمع، يظل الكاتب متمسكًا بحريته الفكرية، مؤكدًا أن الحرية هي الحق الذي لا يمكن المساس به، ليكون مصيره القتل برفقة ولده من قبل عناصر الأمن الذين يبدون خوفًا من منتجه الأدبي.
الدافع الأساسي لإنتاج هذا العرض المسرحي، كما يوضح المخرج، هو التأكيد على أهمية الحرية في التعبير والنقد الثقافي، فالمسرحية ليست مجرد عرض فني، بل دعوة لفتح نقاش حول قضايا مهمة تمس حياة المواطن العربي، من خلال تقديم نظرة نقدية للمجتمع والأنظمة الحاكمة.
المخرج أعرب عن أمله أن يكون هذا العرض نقطة انطلاق جديدة للمسرح السوري والعربي، بحيث يصبح مكانًا للحرية الفكرية والإبداع الفني الذي يعكس واقعنا بكل تحدياته.
المسرح السوري في مرحلة جديدةأما عن أهمية المسرحية للمسرح السوري في هذه المرحلة، فقال المخرج، إن المسرح له دور كبير في نشر الوعي والتفاعل مع الجمهور بشكل مباشر.
ولفت إلى أن الفترة الحالية هي وقت مثالي لإعادة إحياء الحركة المسرحية في سوريا، إذ يمكن أن يكون للمسرح دور ريادي في معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية، فالمسرحية تحمل في طياتها رسالة ثقافية وإنسانية عظيمة، بحسب تعبيره.
مرتبط


