الرقة.. اشتباكات واتهامات متبادلة بين الجيش السوري و”قسد”
عنب بلدي -

شهد ريف الرقة الشرقي مواجهات بين الجيش السوري و”قوات سوريا الديمقراطية”، وسط تبادل للاتهامات بين الجانبين.

وقالت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السوري إن اثنين من جنود الجيش قُتلوا وأصيب آخرون جرّاء ما وصفته ب”هجوم غادر” شنّته “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) منتصف ليل 20 من تشرين الثاني، على نقاط انتشار الجيش في معدان شرق الرقة، عقب تمهيد ناري “عنيف” بمختلف أنواع الأسلحة.

وبحسب ما نقلت “الوكالة السورية للأنباء” (سانا)، سيطرت “قسد” على عدة مواقع خلال الهجوم، قبل أن يشنّ الجيش هجومًا معاكسًا “مباشرًا” تمكن خلاله من استعادة النقاط التي خسرها وطرد القوات المهاجمة.

وحمّلت وزارة الدفاع “قسد” مسؤولية ما قالت إنه “اعتداء متجدد بشكل شبه يومي” يستهدف نقاط الجيش في المنطقة.

في المقابل، قدّمت “قسد” رواية مختلفة كليًا، وقالت إن عملياتها شرقي الرقة استهدفت مواقع قالت إن تنظيم “الدولة الإسلامية” استخدمها لإطلاق طائرات مسيّرة باتجاه نقاط تمركزها في بادية غانم العلي.

بيان المركز الإعلامي لـ”قسد” أوضح أن المنطقة شهدت خلال الأسبوع الحالي سلسلة هجمات نفذتها، ما وصفته “قسد” بفصائل “تابعة لحكومة دمشق”، بالتزامن مع نشاط خلايا التنظيم، معتبرة أن المواقع التي استهدفتها قواتها استخدمت “فعليًا” من قبل تنظيم “الدولة” كقواعد لإطلاق الطائرات المسيّرة.

وأضافت “قسد” أنها نشرت تسجيلات مصوّرة تؤكد، بحسب البيان، وجود تنسيق مباشر بين قوات الحكومة وعناصر التنظيم في استهداف نقاطها العسكرية.

وبحسب بيان آخر نشرته “قسد”، قالت فيه إن قواتها أسقطت في 19 من تشرين الثاني، طائرتين مسيّرتين في محيط قرية غانم العلي شرق الرقة، مصدرهما نقاط تمركز القوات الحكومية.

وذكرت “قسد” أن الطائرتين، إحداهما من طراز Matrice M30 والأخرى من نوع FPV الهجومية، جرى الاستحواذ على حطامهما وتحليل بطاقة الذاكرة في إحداهما، ليتبين، وفق البيان، أن تشغيل المسيّرة كان يتم من قبل “مسلحين أجانب مرتبطين بتنظيم داعش” يتمركزون داخل نقاط تابعة لتلك الفصائل.

اشتباكات على نفس المحور

قالت “قسد”، في 15 من تشرين الثاني الحالي، إن قواتها أحبطت هجومًا شنّته القوات الحكومية على محور قرية غانم العلي شرق الرقة.

وقالت إن القوات المهاجمة استخدمت طائرات انتحارية وأسلحة ثقيلة خلال الهجوم، قبل أن تتمكن “قسد” من صده وإفشاله، مشيرة إلى إصابة ثلاثة من مقاتليها بجروح طفيفة، مقابل “إصابات مؤكدة” في صفوف الفصائل المعتدية.

وأكدت “قسد” أن ردها جاء “متناسبًا” مع طبيعة الهجوم، مع الحرص على منع توسع الاشتباكات، لكنها شددت في الوقت ذاته على أنها لن تتهاون مع تكرار هذه الاعتداءات، وستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية مناطقها.

فيما لم تصدر وزارة الدفاع السوري أي بيان حول هذه الاشتباكات.

عوائق تنفيذ اتفاق 10 من آذار

في 10 من آذار الماضي، وقع الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، مع قائد “قسد”، مظلوم عبدي، اتفاقية تقضي بدمج الأخيرة مع مؤسسات الدولة، المدنية والعسكرية.

ومنذ ذلك الحين، تجري جولات مفاوضات باستمرار، في مسار متعثر، يصفه الطرفان بالإيجابي، لكنه لم يثمر عن أي نتائج على الأرض.

الباحث السياسي بسام السليمان، قال لعنب بلدي في وقت سابق، إن هناك جملة كبيرة من العقبات أمام مسار المفاوضات، أهمها “التيار الطائفي” المعادي للدولة السورية، معتبرًا أن هذا التيار لا يمكن أن يندمج مع الدولة الجديدة.

السليمان أوضح أن أبرز ما يعوق تنفيذ الاتفاق هو صراع التيارات داخل “قسد”، مشيرًا إلى وجود تيار مرتبط بعناصر النظام السابق ويأخذ صبغة طائفية.

وكشف أن قادة من حزب “العمال الكردستاني”، على رأسهم قائد الحزب، جميل باييق، إضافة إلى القياديَّين البارزَين، دوران قالقان ومراد قره ييلا، اللذَين ينحدران من تركيا، والموجودَين في السليمانية بالعراق، يحاولون تقوية حضورهم من خلال الاستعانة بتيارات طائفية مدعومة بفلول نظام الأسد السابق.

وبالرغم من الشعارات اللادينية التي يرفعها هذا التيار، فإنه يملك “نزعة طائفية”، إذ ينتمي القادة الثلاثة المنحدرون من تركيا إلى طائفة رئيس النظام السابق، بشار الأسد، ما عزز وجود نحو 5000 مقاتل ممن تسميهم الحكومة “فلول النظام” داخل “قسد”، بحسب الباحث السليمان.

وكانت عنب بلدي نشرت تقريرًا مطولًا حول انضمام أكثر من 4500 من عناصر النظام السابق، على أقل تقدير، إلى صفوف “قسد”، يتوزعون في عدة مواقع ضمن مدينتي الرقة والحسكة.

ووفق السليمان، يهدف تيار قائد حزب “العمال” باييق إلى “عرقلة” مسار المفاوضات، والضغط على التيارات الأخرى التي ترغب بالانضمام إلى الدولة السورية.

آلاف من “فلول” النظام في صفوف “قسد”

مرتبط

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى



إقرأ المزيد