أكملت قيادة قوات الحدود العراقية نحو 350 كيلومترًا من الجدار الأمني الخرساني حتى الآن بين الحدود العراقية- السورية، فيما تواصل العمل لإغلاق جميع الثغرات المتبقية منعًا للتسلل والتهريب بين البلدين.
وانطلقت أعمال إنشاء التحصينات على الحدود العراقية- السورية عام 2022، على امتداد شريط حدودي يبلغ طوله أكثر من 618 كيلومترًا، حسبما ذكرت القيادة لـ”وكالة الأنباء العراقية” (واع)، مساء السبت 22 تشرين الثاني.
الجدار الكونكريتي يتم تدعيمه بمنظومة موانع متعددة، تشمل خندقًا شقيًا بعرض 3 أمتار وعمق 3 أمتار، وساترًا ترابيًا بارتفاع 3 أمتار، ومانعًا منفاخيًا رباعي الطبقات، وسياج (BRC) معدنيًا، أوضحت قيادة الحدود العراقية.
ويحتوي الجدار على أبراج مراقبة يبعد كل منها كيلومتر عن الآخر، مجهزة بكاميرات حرارية متطورة مرتبطة بمنظومة مراقبة مركزية.
التحصين الحدودي لا يعتمد على السور الخرساني فقط، بحسب القيادة العراقية، “بل يشمل شبكة دفاعية متكاملة تتضمن خنادق، وأسلاكًا شائكة، ومنظومات إنذار مبكر، فضلًا عن استخدام كاميرات حرارية عالية الدقة، وأجهزة مراقبة ليلية ونهارية تعمل على مدار الساعة”.
ويستمر استكمال التحصينات، وذلك عبر التعاقد مع الشركات، وبالاعتماد على المعمل الكونكريتي التابع لقيادة قوات الحدود، والذي ينتج يوميًا نحو 200 صبة كونكريتية، ضمن مواصفات فنية “عالية”.
خطة لتوسيع جداروكانت وزارة الداخلية العراقية، أعلنت في 5 من تشرين الثاني، عن خطة لتوسيع بناء جدار أسمنتي على حدود العراق مع سوريا.
وقال قائد قوات الحدود العراقية، محمد عبد الوهاب سكر، إن الخطة تشمل بناء جدار “كونكريتي” (أسمنتي) يمتد لأكثر من 100 كيلومتر، شمال وجنوب نهر الفرات، بين منطقة طريفاوي غربي محافظة الأنبار العراقية المقابلة لمدينة البوكمال بريف دير الزور.
يعتبر الإجراء الثاني من نوعه الذي تتخذه بغداد بعد إكمال جدار أمني إسمنتي وأسلاك شائكة نهاية العام الماضي بين بلدة ربيعة ومدينة سنجار بمحافظة نينوى العراقية مقابل مدينة الحسكة التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وأضاف سكر أن تشييد الجدار “الكونكريتي” مع سلسلة التحصينات الأمنية الأخرى بين نينوى والحسكة، “أسهم في تحقيق ضبط كبير للحدود العراقية- السورية، لم يشهد له مثيل طوال تاريخ الدولة العراقية”.
وذكر بيان الداخلية العراقية أن قائد قوات الحدود زار قاطع ألوية الحدود السابع ولواء المغاوير في منطقة طريفاوي غربي محافظة الأنبار، تمهيدًا لبدء العمل بإنشاء الجدار الأسمنتي الفاصل بين الحدود السورية والعراقية.
ما الغرض؟الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي كاظم ياور، أرجع في حديث سابق إلى عنب بلدي، بناء الجدار بين البلدين إلى أسباب أمنية، إذ أشار إلى أن هذه المنطقة من الحدود تشهد نشاطًا لمنظمات تعمل في تجارة المخدرات، إضافة إلى الحد من عبور عناصر من تنظيم “الدولة” من سوريا نحو العراق.
واستبعد الباحث أن تكون الخطوة العراقية تستهدف جهة محددة كـ”قسد” مثلًا، إذ يرى أن أكثر ما يقلق في المنطقة هو نشاط خلايا التنظيم، التي تنتقل بين ضفتي الحدود.
وأضاف أن الجدار سيمتد لفصل الحدود العراقية عن مناطق يسيطر عليها النظام السوري و”قسد”، بالتالي لا يمكن حصر أهدافها بجهة محددة.
وزير الداخلية العراقي، عبد الأمير الشمري، قال خلال مقابلة مصورة مع قناة “الرابعة” العراقية، إن أسباب بناء “جدار كونكريتي” (أسمنتي) مع سوريا يرجع إلى أن العراق لا يواجه دولة على الجانب الآخر من الحدود إنما “ميليشيات”.
وأضاف أن تنظيم “الدولة” لا يزال ينتشر في المنطقة، ولا تزال مخاوف العراق أن يجري اختراق الحدود بالقوة، يتبعها عبور مجموعات مسلحة نحو الأراضي العراقية من سوريا، على عكس الحدود التي تجمع العراق مع دول أخرى، التي لا تعتبر فيها هذه الاحتمالات واردة.
مرتبط


