معاناة مضاعفة في المواصلات بين الكسوة ودمشق
عنب بلدي -

عنب بلدي – ركان الخضر

يعاني أهالي مدينة الكسوة من الأجور المرتفعة للمواصلات التي يدفعونها يوميًا للوصول إلى العاصمة دمشق، إضافة إلى الإرباك الحاصل جراء اضطرارهم إلى النزول في نهر عيشة، ثم الصعود من هناك للوصول إلى العاصمة، لأن منطقة الكسوة لا تتوفر فيها “باصات” نقل داخلي توصلهم إلى دمشق مباشرة، الأمر الذي يكلفهم وقتًا أطول للوصول إلى أعمالهم.

كما أن سكان البلدات التابعة لمنطقة الكسوة والمجاورة لها، مثل مخيم دنون والطيبة وزاكية وحرجلة والديرعلي والخيارة وغيرها، تبدو معاناتها أكبر، فهم يضطرون للنزول في منطقة الكسوة، ثم المتابعة على خط المواصلات الذي يتبعه الأهالي القاطنون هناك، مما يكلفهم أجورًا أكبر ووقتًا أطول.

أجور المواصلات تستهلك دخل الموظفين

معزّ النداف، طبيب في مرحلة الاختصاص، تحدث لعنب بلدي عن معاناته مع المواصلات في منطقة الكسوة، وقال إنه يستقل ثلاث وسائل نقل عامة قبل الوصول إلى عمله في مستشفى “الهلال الأحمر” بشارع بغداد، ويتكلف 23 ألف ليرة سورية يوميًا أجرة مواصلات.

يضطر معزّ للعمل يوم الجمعة في حال كانت عنده مناوبة، مما يزيد من التكاليف، خاصة أن “باصات” النقل الداخلي لا تعمل يوم الجمعة، ولا يتوفر سوى عدد قليل من “الميكروباصات” التي تستغل الظرف للحصول على أجرة أعلى.

ذكر الطبيب أنه يُجبر على استخدام وسائل النقل العام 20 يومًا في الشهر، كونه ينام بالمستشفى في بعض الأيام.

وأشار إلى أن المواصلات تكلفه شهريًا حوالي 450 ألف ليرة سورية، وهو ما يشكل نسبة كبيرة من راتبه البالغ 900 ألف ليرة سورية من مديرية الصحة، بالإضافة إلى 800 ألف ليرة من المستشفى كطبيعة عمل لا يتقاضاها شهريًا، فقد تتأخر لستة أشهر كاملة.

من جهته، طالب أمين السالم بتخفيض أجرة “الميكروباصات”، مشيرًا إلى أنها باتت “حملًا لا يطاق”.

وقال إنه بات يفكر في إجبار ولده على ترك الجامعة، بسبب أجور المواصلات المرتفعة، لكنه لا يريد أن يخسر مستقبله.

وأضاف أنه أصبح بين خيارين، إما أن يترك ولده الدوام في الجامعة، وهذا سيؤثر على مستواه الدراسي، وإما أن يحافظ على مستقبله، وهذا يكلفه مبالغ طائلة لا يستطيع تحملها.

وذكر أنه يدفع شهريًا 440 ألف ليرة سورية أجرة مواصلات للوصول إلى عمله في منطقة الحلبوني بدمشق، إضافة إلى ولده الذي يكلفه ذات المبلغ، ولا يتجاوز راتبه مليوني ليرة سورية.

مطالب لتخفيف المعاناة

اقترح الطبيب معزّ النداف عدة حلول لمشكلة المواصلات في الكسوة، تمثلت في إعادة السماح لوصول “ميكروباصات” خط الكسوة إلى البرامكة بأجرة 6000 ليرة سورية للراكب الواحد، أو تأمين “باصات” نقل داخلي من الكسوة إلى دمشق وهو الحل الأكثر منطقية، بحسب وصفه، متسائلًا عن سبب عدم تخفيض أجور المواصلات بعد خفض أسعار المحروقات.

وطالب بإعادة أجرة “باصات” النقل الداخلي إلى 2000 ليرة سورية كما كانت في السابق، وخفض أسعار “سرافيس” الكسوة إلى 5000، مما يخفف من معاناة المواطنين ولو قليلًا، وفق قوله.

أما أمين السالم، فطالب بتأمين “باصات” نقل داخلي للمنطقة للتخفيف من أجور النقل.

خطة تشغيلية لتوزيع “باصات” النقل الداخلي

صرح المدير العام للمؤسسة العامة لنقل الركاب في محافظة ريف دمشق، عمر قطان، لعنب بلدي، أن توزيع “باصات” النقل الداخلي يجري وفق خطة تشغيلية، بناء على كمية الوقود اللازمة لضمان استمرارية الخدمة.

ونوه إلى أن توسيع التغطية لتشمل مناطق جديدة مرتبط بتوفر دفعات جديدة من “الباصات”، وزيادة المخصصات التشغيلية، مشيرًا إلى أن المؤسسة تسعى إلى تخديم جميع المناطق بوسائل نقل مناسبة.

وقال مدير مؤسسة نقل الركاب بريف دمشق، إن الجهات المختصة تدرس تعرفة أجور النقل بما يتناسب مع تكلفة التشغيل والظروف الاقتصادية، مشيرًا إلى وجود تعرفة جديدة ستصدرها المؤسسة الأسبوع المقبل.

وأضاف أن وصول “ميكروباصات” خط الكسوة إلى البرامكة مرتبط بتنظيم النقل داخل مراكز المدن، ومنع تداخل الخطوط والحد من الازدحام، مؤكدًا أن المؤسسة تدرس تحديث خطوط النقل بشكل مستمر وفق الحاجة الفعلية.

وأشار قطان إلى عدم وجود دعم للمحروقات لوسائل النقل في الوقت الحالي، لكن المؤسسة تسعى للحد من ارتفاع أجور النقل و”تخفيف العبء عن المواطنين”، وفق الإمكانيات المتاحة.

قطان قال إن “تحسين النقل في جميع المحافظات السورية من أولويات المؤسسة، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة تباعًا، وفق ما تسمح به الموارد المتوفرة وخطط التشغيل المتبعة”.

كما قال مدير مؤسسة النقل البري في دمشق وريفها، حسين رقية، لعنب بلدي، أن المديرية لا تستطيع تأمين “باصات” نقل داخلي للكسوة لأنها مخصصة للمدينة فقط، لكنه لم يستبعد ذلك في المستقبل، مشيرًا إلى وجود خطة قيد الدراسة في المديرية لاحتمالية التوسع في خدمات النقل الداخلي إلى مناطق في الريف قد تشمل الكسوة.

كما أن هناك دراسة أخرى لتخفيض أجور النقل بعد خفض أسعار المحروقات، لكن كلتا الخطتين لم تتبلور إلى الآن.

مرتبط



إقرأ المزيد