90 دقيقة تفصل سوريا عن كأس العرب
عنب بلدي -

عنب بلدي – جلال ألفا

تتجه أنظار عشاق الرياضة السورية نحو استاد “حمد الكبير” في قطر، الذي يستضيف في 25 من تشرين الثاني الحالي، المواجهة الحاسمة في الملحق المؤهل لكأس العرب بين سوريا وجنوب السودان.

مباراة يصفها السوريون بأنها “أكون أو لا أكون”، نظرًا إلى أهميتها البالغة في ضمان حضور قوي بالبطولة، في وقت تبقى فيه الكرة السورية بحاجة ماسّة إلى تأهل يعيد الثقة ويثبت الذات عربيًا.

تسلط عنب بلدي، مع متخصصين، الضوء على أهمية المباراة وضرورات التأهل، إضافة إلى أبرز الصعوبات ومفاتيح الفوز، خاصة في ظل الغيابات المؤثرة داخل صفوف المنتخب.

بوابة لمواجهة التحديات المقبلة

تمثل مباراة جنوب السودان فرصة لتعويض أي إخفاق سابق في الأدوار المؤهلة لكأس العالم، والاكتفاء بتأهلنا لكأس آسيا، وفق ما قاله المدرب طارق جبان لعنب بلدي.

جبان أكد أن الفوز في هذه المباراة سيمنح المنتخب الثقة اللازمة لدخول منافسات كأس العرب بمعنويات مرتفعة، إذ ستكون هذه المعنويات والدروس المستفادة من المباريات حافزًا قويًا قبل خوض منافسات كأس آسيا 2027.

وتابع أن بطولة كأس العرب يجب أن تُستغل كبوابة لإعداد المنتخب، وتمكين المدرب من وضع التشكيلة المثالية واختيار اللاعبين المميزين استعدادًا للتحديات المقبلة في كأس آسيا.

ويرى المدرب أحمد عزام أن المباراة مهمة ولا يمكن التفريط بها، مؤكدًا أهمية الظهور السوري في هذا المحفل العربي الذي يحمل قيمة رياضية ومعنوية كبيرة.

من جانبه، شدد الصحفي هاني سكر على أهمية التأهل لتفادي خيبة جديدة، قائلًا، “إن الغياب عن البطولة سيكون ضربة معنوية قاسية، لأن المنتخب أخفق في تصفيات المونديال، وإذا صار خارج أفضل 16 منتخبًا عربيًا يعني أن واقع الكرة السورية أصبح مؤسفًا”.

مفتاح الفوز والتأهل

“مفتاح الفوز والتأهل يكمن في تقديم مباراة على مستوى عالٍ، واللعب بروح جماعية وانسجام واضح”، وفق ما يراه المدرب أحمد عزام في حديث إلى عنب بلدي.

وقال إن “هناك حالة من الارتباك والتخبط في عملية استدعاء اللاعبين إلى المنتخب”، إذ يشهد كل معسكر تغييرًا كبيرًا في الأسماء، وهذا الأمر يؤثر في ثبات المجموعة وانسجامها داخل الملعب.

عزام نوه إلى أن المنتخبات الكبيرة في العالم تحافظ على تشكيلتها الأساسية لسنوات، ولا تغيّر سوى لاعبين أو ثلاثة عند الضرورة، و”هذا ما نأمل أن يتحقق لدينا”، حتى يتمكن منتخب سوريا من الظهور بأفضل صورة ممكنة.

مفتاح الفوز والتأهل بالنسبة لطارق جبان، يكمن في الإرادة القوية لدى اللاعبين لأن المباراة تُعد بمثابة نهائي مبكر للبطولة، والخسارة فيها تعني الخروج.

أما بالنسبة لهاني سكر، فيكمن مفتاح الفوز في ضرورة الاستفادة من الكرات الثابتة وسرعة الارتداد لدى بعض اللاعبين.

“فهم خصمنا بشكل دقيق جدًا، وتحديد نقاط ضعفه وكيفية استغلالها” هما مفتاح الفوز وفق رؤية الباحث الأكاديمي والمحلل غيفارا الخطيب.

وقال الخطيب لعنب بلدي، “المنتخب المقابل ليس بذلك الخصم القوي، ومعظم لاعبيه ينشطون في الدوري المحلي، ونتائجه الأخيرة متواضعة”.

وعن الغيابات في صفوف المنتخب، قال طارق جبان، إن ذلك لا يشكل سببًا مقنعًا لعدم التأهل، ومن المفترض أن يكون المدرب خوسيه لانا قد وضع جميع السيناريوهات والخيارات الممكنة، سواء بغياب عدد من اللاعبين أو بحضورهم، لذلك لا توجد أي حجج بعدم التأهل لمونديال العرب.

وأضاف، “لدينا لاعبون جيدون” سواء كانوا محترفين أو مغتربين أو محليين، وكان يجب تجهيزهم من جميع النواحي، بغض النظر عن أن المباريات لا تتزامن مع أيام “فيفا”، لذا فإن الغيابات مؤثرة، لكنها غير مبررة من قبل إدارة المنتخب أو المدرب.

وفي ذات السياق، أكد أحمد عزام أن الجميع يعرف أن هذه البطولة تقام خارج أيام “فيفا”، الأمر الذي يؤثر على إمكانية استدعاء المحترفين، لأن العديد من الدوريات مستمرة، ولا تستطيع الأندية التفريط بلاعبيها.

من جانبه، يرى هاني سكر أن المشكلة الأساسية هي تعويض الغيابات بلاعبي الدوري السوري الذي لم ينطلق بعد، وجاهزية هؤلاء اللاعبين هي “محل شك لحد كبير”.

بينما يرى غيفارا الخطيب أن منتخب سوريا وصل إلى مرحلة تراكمية ممتازة جدًا، وبات يمتلك عمليًا فريقين جاهزين، الأول من المحترفين والآخر من المحليين.

لدينا خزان بشري قوي، وعمق في الخيارات، وقدرة واضحة على التفوق مهاريًا، وهذا يجعل تأثير الغيابات محدودًا جدًا.

غيفارا الخطيب

باحث أكاديمي ومحلل في الشأن الرياضي

شخصية المنتخب

حتى الآن لا يملك المدرب “استراتيجية” واضحة وثابتة، سواء مقدّمة لاتحاد كرة القدم، أو مبنية على نقاش مهني مع الاتحاد، وفق ما قاله أحمد عزام، معتبرًا أن المنتخب يفتقد إلى الشخصية الواضحة داخل الملعب، وهذا الأمر يبدو جليًا.

وأضاف أنه رغم مرور قرابة عام ونصف على تولي لانا مهمة تدريب المنتخب، لا يزال يتحدث عن أنه في مرحلة تجريب مستمرة، ويدخل لاعبين جددًا بشكل دائم، نتيجة الإصابات أو الاعتذارات المتكررة، وهذا الوضع لا ينبغي أن يستمر.

يعيش المنتخب حالة ارتباك إداري بعد غياب اتحاد كرة قوي منظم، خاصة بعد استقالة اللجنة الاستشارية من أجل خوض انتخابات اتحاد الكرة، الصورة لا تزال ضبابية، وهذا ينعكس مباشرة على المنتخب.

أحمد عزام

مدرب كرة قدم

ونوه عزام إلى أن هذه العوامل تؤثر في التزام اللاعبين، فكثير منهم يترددون بين المشاركة مع المنتخب أو البقاء مع أنديتهم، سواء بدافع الحفاظ على جاهزيتهم، أو بسبب الخوف من الإصابات.

ويرى طارق جبان أن “بصمة خوسيه لانا غير واضحة ومفهومة” حتى هذه اللحظة، مشيرًا إلى أن هوية الفريق لم تكن ثابتة على الصعيدين الدفاعي والهجومي، باستثناء مباراتي ميانمار في التصفيات الآسيوية.

من جانبه، قال الصحفي هاني سكر، “إن نظرنا إلى القائمة سنجد أن قسمًا كبيرًا منها هو من لاعبي الدوري، الذي تفشل فرقه في تخطي ملحق كأس التحدي الآسيوي”.

نملك على الدكة مدربًا عرف كيف يتعامل مع المباريات الإقصائية بجودة عالية، وحقق مع منتخب بلاده بطولة أوروبا للشباب، يمكن أن يكون لانا الشخص الأنسب لتحفيز اللاعبين الشباب للتعامل مع مباريات من هذا النوع.

هاني سكر

صحفي رياضي

أما غيفارا فقال، “المدرسة الإسبانية التي انتظرها الجميع مع المدرب الحالي لم تظهر ملامحها حتى الآن بسبب التشكيل المختلف في كل توقف، على عكس هيكتور كوبر الذي بنى منظومة دفاعية”.

مباراة “أكون أو لا أكون”

المباراة تتطلب التعامل بجدية عالية، وثقة كاملة، وذكاء من اللاعبين، لأن أي خطأ قد يكون غير قابل للتصحيح، وفق المدرب طارق جبان.

وأضاف أنه يجب أن نتعامل مع المباراة وفق الواقع والظروف الحالية ومع اللاعبين المتاحين، مع مراعاة اختيار أفضل تشكيل، بعيدًا عن النظر إلى الأسماء فقط.

وشدد على أن التركيز على الأسماء قد لا يمكننا من التأهل، لذلك ينبغي أن نركّز على الفاعلية والاستفادة من اللاعبين الشباب وعناصر الخبرة.

جبان أشار إلى أن مشكلة المنتخب تكمن في الخط الدفاعي، وأن المنتخب مميز عند اللعب بدفاع المنطقة، لكن عند فقدان الكرة في ملعب الخصم تصبح عملية الدفاع الفردية والجماعية غير جيدة، لذلك من الضروري الحفاظ على التركيز والتميز في الخط الأمامي لأن المنتخب يمتلك عناصر مميزة قادرة على خلق الفرصة بفضل موهبتها وخبرتها.

ويعتقد جبان أن المباراة لن تكون سهلة على الإطلاق، وأن المنتخب سيتعرض لضغط كبير، “ضغط نفسي قبل أي ضغط فني أو تكتيكي”.

جبان قال لعنب بلدي، “إن المباراة ستكون صعبة، لأننا سنواجه فريقًا شرسًا وقويًا وسريعًا، وهو ما يميز الكرة الإفريقية دومًا، ويجب على لاعبي منتخب سوريا أن يكونوا مستعدين لمواجهة هذا التحدي القوي”.

وأضاف أن كرة القدم السورية تمر حاليًا بمرحلة صعبة، لذلك من الضروري التركيز لتحقيق التأهل.

بدوره، أكد المدرب أحمد عزام أن المباراة لن تكون سهلة، لأن جنوب السودان يمتلك لياقة بدنية عالية، ويتقن اللعب عبر الكرات الثابتة، ويضم عددًا من اللاعبين طوال القامة.

وشدد على أهمية التحضير الجيد للمباراة ودراسة الخصم بشكل دقيق، حتى يتمكن المنتخب من تحقيق النتيجة الإيجابية المطلوبة.

سجل سوريا في كأس العرب

تضم بطولة كأس العرب مجموعة من المنتخبات القوية، رغم اعتماد بعض الفرق على التشكيلة الثانية. وقد وضعت القرعة المنتخب السوري في مجموعة صعبة إلى جانب قطر المستضيف ومنتخب تونس، إضافة إلى الفائز من مواجهة فلسطين وليبيا، والفائز من مواجهة سوريا وجنوب السودان.

وسبق للمنتخب السوري أن شارك في بطولة كأس العرب سبع مرات، وحقق الوصافة في ثلاث نسخ.

لعب في مجموع مشاركاته 28 مباراة، فاز في 11 منها، وخسر في مثلها، وتعادل بست مباريات، وسجل 38 هدفًا واستقبل 32 هدفًا.

آخر مشاركة للمنتخب السوري في بطولة كأس العرب كانت بالنسخة الماضية التي استضافتها قطر، حيث جاء “نسور قاسيون” في مجموعة ضمت الإمارات وتونس وموريتانيا.

وودع المنتخب المنافسات من دور المجموعات بعد خوضه ثلاث مباريات، حقق خلالها فوزًا لافتًا على تونس، فيما خسر أمام الإمارات وموريتانيا.

مرتبط



إقرأ المزيد