عنب بلدي - 11/23/2025 3:31:10 PM - GMT (+2 )
عنب بلدي – أمير حقوق
لا تزال أصداء اجتماع رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية، تركي آل الشيخ، بعدد من الفنانين السوريين في العاصمة الرياض، موضع اهتمام وجدل الأوساط الفنية السورية والعربية.
الاجتماع الذي حمل طابعًا فنيًا بحتًا، وحضره حوالي مئة فنان سوري، ناقش إمكانية التعاون الفني ودعم الدراما السورية، عبر تنفيذ مشاريع درامية كبرى، تجمع جودة الإنتاج وعمق القصة، وفق ما نقله الفنانون.
وقال آل الشيخ عبر منصة “إكس“، في 9 من تشرين الثاني الحالي، إنه عقد اجتماعًا استمر ثلاث ساعات، أسفر عن تحضيرات لمفاجآت فنية مقبلة.
دلالات.. انفتاح سعودي على الفن السورياللقاء يفتح أبوابًا جديدة أمام الفن السوري في السعودية، التي تعتبر سوقًا مهمة في العالم العربي، خصوصًا مع تطور مشاريع الهيئة العامة للترفيه التي تشمل المهرجانات والعروض الفنية والسينمائية، ويمكن أن توفر فرصًا للفنانين السوريين للمشاركة في مشاريع ضخمة.
الاجتماع خطوة استراتيجية وفنية مهمة، وليس مجرد لقاء مع نجوم وكفى، بل مؤشر على نية فعلية لدعم الدراما السورية، وإعادة تأهيلها من خلال الاستثمار السعودي، بحسب ما يرى الصحفي والناقد الفني عامر عامر.
عامر قال في حديث إلى عنب بلدي، إنه لا يمكن إغفال دلالة الاجتماع الرمزية القوية، إذ يعبر المشهد عن احترام للسوريين كجزء من الهوية العربية، كما يعد فرصة مهمة للفنانين السوريين، لأنه سيفتح لهم أبوابًا إنتاجية جديدة.
كما يمثل فرصة ذهبية لإعادة بناء الدراما السورية على أسس إنتاجية قوية بعد عقد من الصعوبات، بحسب تعبير عامر، و”قد يكون أهم حدث مؤثر على مستقبل الدراما السورية منذ العام 2011، وفق رأيه، فإذا تم تنفيذ المشاريع التي وعد بها، فسوريا أمام نهضة جديدة في الفن الدرامي التلفزيوني، مدعومة خليجيًا، ومرتكزة على الخبرة السورية “العريقة”.
انفتاح يشمل الفنالصحفي والناقد الفني أنس فرج، يرى أن الاجتماع يمثل جسر تواصل بين صناع الدراما السورية من قطاعات عدة (ممثلون، مخرجون، كتاب، منتجون، فنيون، مديرو إنتاج) وبين رئيس هيئة الترفيه كمشرف على تحول المشهد الفني في السعودية وموسم الرياض بفعالياته التي تشارك سوريا بفنانيها ضمنه بعدة مناسبات وأشكال مختلفة.
الدلالات تأتي مع التقارب السوري- السعودي بعهد السلطة الجديدة، وانفتاح السعودية لتعزيز حضورها في المشهد الاقتصادي والثقافي السوري، انطلاقًا من أرضية مشتركة، وإرث مستمر يحمله الفنانون السوريون ويصل للشارع السعودي، وفق ما قاله أنس فرج لعنب بلدي.
ترجمة الدعم المعلَنيمكن فهم الاجتماع في إطار سعي السعودية إلى تنويع مشهدها الثقافي من خلال استقطاب أفضل المواهب العربية، وتقديم الدعم للمشاريع الفنية التي تروج للثقافة العربية في العالم، وهذا يعني أن التعاون مع الفنانين السوريين يمكن أن يسهم في دعم صناعة السينما والمسرح والموسيقا في سوريا.
الناقدان اعتبرا أن دعم هيئة الترفيه السعودية للفن السوري، يتجلى من خلال رعاية الأعمال الفنية، وتمويلها، وتوفير مساحات عرض مهمة للإنتاجات السورية، سواء عبر القنوات التلفزيونية أو المنصات الرقمية.
الصحفي والناقد الفني أنس فرج، توقع أن الاجتماع قد ينعكس إيجابًا على مبدأ رعاية هيئة الترفيه لأعمال سورية، بدأ ذلك فعلًا برعاية ثلاث مسرحيات في موسم الرياض لهذا العام، وقد تشهد الفترة المقبلة رعاية لأعمال درامية وسينمائية سورية كما حدث مع أعمال مصرية من قبل، وعلى حضور العمل السوري في القنوات والمنصات السعودية كمجموعة “mbc” ومنصة “شاهد”.
قد يتجلى الدعم بالرعاية من جهة أو التمويل والإنتاج، خاصة مع توفر “استوديوهات” حديثة في السعودية، وتوفير إمكانية الاستفادة منها لتنفيذ أعمال عربية أو سورية- سعودية مشتركة ضمن مدينة الرياض، وفق تعبيره.
ويشهد المسرح السوري حضورًا لافتًا في موسم الرياض 2025، عبر ثلاثة عروض مسرحية سورية رئيسة في الموسم، هي: “عرس مطنطن”، “ولادة مبكرة”، “سمن على عسل”.
رفع القيمة التسويقية للفن السوريالدعم سيتجلى من خلال الإنتاج المباشر والتمويل الضخم، ويمكن أيضًا أن يكون هناك إنتاج مشترك يجعل من الدراما السورية جزءًا من الموسم الرمضاني بقوة، وفق ما قاله الصحفي والناقد الفني عامر عامر.
من جانب آخر، من المتوقع أن يأتي الدعم عبر شراء النصوص وتطويرها، وربما من خلال دعم شركات الإنتاج السورية، وبالتأكيد فتح المنصات السعودية للفنانين السوريين سيكون مسألة مُحتملة جدًا، وبالتالي هناك رفع للقيمة التسويقية الخاصة بالكوادر السورية، وأيضًا خلق فرص للمخرجين، والكتاب الشباب، واحتضان ثقافي وفني يعيد الاعتبار للدراما السورية، بحسب عامر.
الدعم السعودي للفن السوري سيكون من خلال شراء النصوص وتطويرها، ودعم شركات الإنتاج السورية، وبالتأكيد فتح المنصات السعودية للفنانين السوريين، وبالتالي هناك رفع للقيمة التسويقية الخاصة بالكوادر السورية.
عامر عامر
صحفي وناقد فني
ماذا عن لمّ شمل الفنانين؟الاجتماع أعاد لمّ شمل الفنانين السوريين في مكان واحد بعد ابتعادهم في سنوات الثورة السورية لأسباب سياسية بحتة، وساعد في إذابة الجليد بينهم، واعتبر ناشطون ومهتمون بالشأن الثقافي أن الأمر يشير إلى عودة قوية للدراما السورية عبر أعمال تجمع بين الفنانين جميعهم.
بلا شك اللقاء يحمل طابعًا رمزيًا بقدرة هيئة الترفيه على لمّ شمل الفنانين السوريين، وإزالة العوائق التي كانت تمنعهم من الحضور في مكان واحد، أو الاجتماع ضمن مشروع مشترك، وتؤكد دور الرياض في السعي لتكون بوابة الترفيه الأولى في المنطقة، وفق ما يرى الصحفي والناقد الفني أنس فرج.
بدوره، الصحفي والناقد الفني عامر عامر، يعتقد أن اجتماع الفنانين السوريين مجددًا قد يكون الشرارة الأولى لعودة الدراما السورية القوية، فهو اجتماع غير مسبوق بعد مرور 15 سنة، والمعادلة بالمجمل تحمل عدة أطراف يمكن الإشارة إليها، فأولًا الرعاية السعودية تملك المال والمنصات الرقمية والقوة الإعلامية، وثانيًا استعداد الفنانين الكبار للتعاون مع هذه المبادرة، وثالثًا وجود رغبة من الجمهور العربي عامة في عودتهم وتصدرهم المشهد العام.
وقد جمع اللقاء بين الفنانين السوريين الذين افترقوا خلال السنوات الماضية، تبعًا لمواقفهم السياسية التي تبنوها، ومنهم جمال سليمان ومكسيم خليل ودريد لحام ويارا صبري وسوزان نجم الدين وشكران مرتجى.
مرتبط
إقرأ المزيد


