عنب بلدي - 11/23/2025 4:09:09 PM - GMT (+2 )
عنب بلدي – كريستينا الشماس
تعاني بلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق من تدهور الخدمات الأساسية، باعتبارها من المناطق التي شهدت دمارًا واسعًا، جراء قصفها من قبل النظام السابق، إذ بقيت العديد من البنى الخدمية غير مؤهلة بالشكل الكافي، من شبكات الكهرباء والمياه إلى البنى التحتية والطرق.
وتعد أزمة المواصلات واحدة من أكثر المشكلات وضوحًا وتأثيرًا على الحياة اليومية للسكان، خصوصًا في بلدات حمورية وسقبا وكفربطنا ومديرا، التي تشهد حركة تنقل كثيفة بحكم ارتباطها الإداري وقربها من مدينة دوما.
وتبرز مشكلة النقل اليوم بوصفها امتدادًا لتراكمات سابقة، نتيجة تهالك شبكات الطرق ومسارات النقل، دون أن تحظى بإعادة تأهيل كافية لاحقًا.
ومع محدودية الخطوط العاملة واعتماد المنطقة على شبكة مواصلات ضيقة، يجد الأهالي أنفسهم مضطرين للانتظار لساعات يوميًا، أملًا بالحصول على مقعد في سيارة مارة، بعد أن توقف تشغيل معظم الخطوط التي كانت تربطهم بمدينة دوما وبالعاصمة دمشق.
سيرًا على الأقدام أو الانتظار لساعاتمريم عرابي، المقيمة في محيط مديرا، قالت لعنب بلدي، إن غياب خط “السرافيس” بين بلدتها والبلدات المجاورة يضعها أمام معاناة يومية، إذ تضطر غالبًا إلى قطع الطريق سيرًا على الأقدام أو انتظار سيارة مارة تقلّها بالمصادفة.
وأضافت مريم أن غياب خط نقل ثابت حوّل التنقل إلى مهمة شاقة، خصوصًا للنساء والأطفال وكبار السن.
بينما اشتكى يوسف يوسف، من سكان المنطقة، من توقف خط “السرافيس” القديم الذي كان يصل حمورية وسقبا ومديرا ومسرابا بدوما، ما أدى إلى ازدحام وتجمع الأهالي لساعات بانتظار أي مركبة عابرة.
هذا الانقطاع يؤثر بشكل مباشر على الطلاب الذين يتابعون تعليمهم في مدارس عربين، وبالتالي يتسبب بتأخرهم يوميًا، كما يعرقل وصول العمال والموظفين إلى أعمالهم في الوقت المحدد، بحسب يوسف.
رامي الطيار، وهو من سكان دوما ويعمل في عربين، تحدث عن مشكلة النقل التي تتفاقم يومًا تلو الآخر، إذ ينتظر يوميًا لفترات طويلة قد تتجاوز الساعة حتى يجد وسيلة توصله إلى عمله.
وقال رامي، إن الخط الذي كان يخدم المنطقة سابقًا ألغي دون بديل، ما يجبر الأهالي على التنقل بطريقة عشوائية تعتمد على سيارات خاصة أو “التعلق بها”، ما يزيد مشقة الطريق عليه.
وذكر سمير ريحاني، من أهالي عربين، أن الخط الحيوي الذي كان يربط دوما بمسرابا ومديرا وحمورية وسقبا وكفربطنا، توقف منذ سنوات، رغم أهميته في خدمة شريحة واسعة من السكان والعمال.
طالب سمير بإعادة تفعيل الخط، باعتباره ضرورة ملحة لتخفيف معاناة السكان وتأمين وصولهم إلى أعمالهم ومدارسهم.
مطالب بتفعيل الخطوطيطالب السكان في بلدات الغوطة الشرقية بالإسراع في إعادة تشغيل الخطوط القديمة التي كانت تصل بلداتهم بمدينة دوما، باعتبارها نقطة تجمع مركزية للموظفين والطلاب والمرضى المتجهين إلى المراكز الخدمية.
ويشكل الخط القديم الذي يبدأ من كفربطنا مرورًا بسقبا وحمورية ومديرا ومسرابا وصولًا إلى دوما، العصب الرئيس لتنقل مئات الأشخاص يوميًا.
برأي يوسف، فإن استمرار الأزمة قد يفرض تكاليف إضافية على العائلات، سواء عبر استخدام سيارات خاصة أو سيارات أجرة بأسعار مرتفعة، مقارنة بمستوى الدخل الحالي.
وتخشى مريم عرابي تفاقم المشكلة مع اقتراب فصل الشتاء، وما يرافقه من صعوبة الوقوف في العراء لساعات، وتراجع عدد السيارات الخاصة التي قد تسمح للركاب بالصعود، معتبرة أن الأزمة في طريقها للتحول إلى مشكلة شاملة، إذا لم تتخذ إجراءات سريعة.
“النقل” تحدث خطًامدير مديرية النقل في ريف دمشق، عبد الناصر الخالد، أكد، في لقاء مع عنب بلدي، إحداث خط لـ”السرافيس” بقرار صادر عن لجنة نقل الركاب المشترك برئاسة محافظ ريف دمشق، عامر الشيخ، مبينًا أن المديرية بانتظار تقديم الطلبات من أصحاب المركبات خلال مدة تتراوح بين 15 و20 يومًا كحد أقصى، ليصبح بعدها تسيير “السرافيس” على هذا الخط.
وقال إن الخط سيكون مساره من كفربطنا مرورًا ببلدات سقبا وحمورية ومديرا ومسرابا وصولًا إلى دوما، ذهابًا وإيابًا، إلى جانب خط ثانٍ بين دمشق ودوما عبر حمورية ومديرا ومسرابا.
ولفت الخالد إلى أن المديرية لا ترغب في زيادة الضغط على شوارع المدن المعنية، نظرًا إلى ما تعانيه سابقًا من ازدحام، مؤكدًا أن العمل جارٍ لتخديم الخط في القريب العاجل، وأن الخط موجود فعليًا في النظام الإلكتروني للمديرية، وسيتم دعم تشغيله بعدد من المركبات لخدمة الأهالي.
ويسمح بدخول سيارات النقل العمومي (الميكروباصات) من داخل المحافظة للعمل عليها، ريثما يكتمل العدد المطلوب من المركبات، بحسب الخالد.
وأشار إلى خط آخر كان يربط سابقًا دوما بدمشق، ويمر بحمورية ثم مديرا ومسرابا، لكنه شبه متوقف حاليًا، لعدم وجود مركبات عاملة عليه، نتيجة الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال سنوات الثورة، والظروف الأمنية التي رافقتها.
ولفت الخالد إلى أن المديرية ستنسق مع المحافظة لوضع تعرفة مناسبة لهذه الخطوط، توازن بين مصلحة المواطنين وأصحاب المركبات.
وفيما يتعلق بإمكانية تشغيل “باصات” نقل داخلي، بيّن الخالد أن طبيعة المنطقة وما تشهده من ازدحام لا تسمح بدخول “باصات” كبيرة، نظرًا إلى ما قد تسببه من عرقلة إضافية لحركة السير، مفضلًا اعتماد “ميكروباصات” من فئة 11 راكبًا لخدمة الخطوط الجديدة.
مرتبط
إقرأ المزيد


