الصحة النفسية في سوريا.. خدمات تتوسع بكوادر محدودة
عنب بلدي -

عنب بلدي – مارينا مرهج

في الوقت الذي تتواصل فيه الأزمات الممتدة في سوريا منذ أكثر من عقد، تعود الصحة النفسية إلى الواجهة بوصفها أحد المكونات الأكثر إهمالًا ضمن منظومة الرعاية الصحية، رغم تأثيرها المباشر على سلامة الأفراد وقدرتهم على التكيف ومواصلة الحياة.

وتسبب الأزمات من النزاعات والكوارث الطبيعية ضائقة نفسية واسعة، إذ تشير تقارير إلى أن واحدًا من كل خمسة أفراد يعاني اضطرابًا نفسيًا في مثل هذه الظروف.

ولم يعد التعامل مع هذا الواقع في سوريا رفاهية صحية، بل ضرورة لإنقاذ الأرواح ودعم قدرة الناس على التعافي، ليس فقط كأفراد بل كمجتمعات أيضًا.

وركزت حملة وزارة الصحة السورية، في اليوم العالمي للصحة النفسية هذا العام، على الحاجة الملحة لدعم الصحة النفسية والاحتياجات النفسية والاجتماعية للأشخاص المتضررين من حالات الطوارئ الإنسانية.

واقع يتطلب بنية قوية

تركز أهداف دائرة الصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة في سوريا، وفق ما ذكره مدير دائرة الصحة النفسية، أحمد سلامة، لعنب بلدي، على نشر الوعي بالصحة النفسية بين فئات المجتمع، والتشجيع على الوقاية والعلاج من الاضطرابات النفسية، والتخفيف من أثر الوصمة المرتبطة بالمرض والمريض النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات في مجال الصحة النفسية، وتطوير قاعدة بيانات خاصة فيها.

وتتولى الدائرة مجموعة من المهام، من بينها اقتراح السياسات الصحية، ووضع معايير الخدمة ضمن برامج الرعاية الصحية الأولية، والإشراف على تجهيز المستشفيات النفسية وتأمين الأدوية بالتنسيق مع المنظمات الدولية، إضافة إلى جمع البيانات الإحصائية من المستشفيات والعيادات المتخصصة.

كما تشمل مهامها نشر التوعية حول أهمية الصحة النفسية، وبناء قدرات الكوادر الصحية عبر برامج تدريبية وإعداد الأدلة والمراجع اللازمة.

ونوه سلامة إلى أن أبرز التحديات التي تواجه الصحة النفسية وتقلل من فعاليتها في سوريا هي:

  • ندرة الكوادر المختصة بالطب النفسي (أطباء نفسيون، اختصاصيون نفسيون واجتماعيون، تمريض نفسي).
  • تسرب عدد كبير من الأطباء المدربين على برنامج رأب الفجوة.
  • عدم وجود شُعب نفسية ضمن المستشفيات العامة.
  • عدم توفر المكان الذي يوفر الخصوصية والسرية للمستفيد ضمن المراكز الصحية لتقديم الخدمات النفسية.
  • الوصمة بخصوص المرض النفسي ما زالت موجودة.

وكشف رئيس الرابطة السورية للأطباء النفسيين، مازن خليل، في حديث إلى عنب بلدي، أن عدد الأطباء النفسيين الموجودين في سوريا هو 75 طبيبًا فقط، انضم منهم 58 إلى الرابطة.

خدمات برامج الصحة النفسية

بلغ عدد خدمات برامج الصحة النفسية خلال النصف الأول من العام الحالي:

  • خدمات برنامج رأب الفجوة 83,145، جرى تقديمها في 414 مركزًا.
  • خدمات برنامج أساسيات الدعم النفسي الاجتماعي 93,714، وتم تقديمها في 458 مركزًا.
  • خدمات برنامج المقابلات العلاجية 4,432.
  • خدمات برنامج الثتقيف الصحي النفسي 10,593.

ولفت سلامة إلى تدريب حوالي 3500 طبيب على برنامج رأب الفجوة للأطباء غير المختصين في الطب النفسي منذ بداية البرنامج عام 2013 ولغاية 2023، ولم يتبقَ منهم سوى 441 طبيبًا يقدمون خدمة برنامج رأب الفجوة ضمن المراكزالصحية.

توزع مراكز تقديم خدمات الصحة النفسية في سوريا

تقدم وزارة الصحة خدماتها عبر كل من مستشفيات “ابن رشد” بدمشق و”ابن سينا” بريف دمشق، و”ابن خلدون” بحلب، ومستشفى “سرمدا” في إدلب.

كما تتوزع عدد من العيادات النفسية التخصصية على المحافظات السورية، على الشكل الآتي:

  • حمص: طبيبان نفسيان في كل من مركز “الأرمن” ومستشفى “كرم اللوز”.
  • حماة: طبيب نفسي ومرشدان نفسيان.
  • حلب: العيادة النفسية في كل من المراكز التالية: مركز “صلاح الدين”، مركز “الملك الظاهر”، مركز “بستان القصر”.
  • السويداء: يتم تقديم الخدمة من قبل ستة مرشدين نفسيين وأربعة اختصاصيين اجتماعيين، ضمن المناطق والمراكز الصحية.
  • اللاذقية: العيادة النفسية في مركز “الرمل الشمالي”.

وتتوفر وحدات إضافية تتبع لجامعة “دمشق”، تقدم خدمات الإرشاد والدعم، مثل: شعبة الصحة النفسية في مستشفى “المواساة” الجامعي، ووحدة الإرشاد والدعم النفسي في جامعة “دمشق”، وعيادة الخدمة النفسية والاجتماعية في المدينة الجامعية بدمشق، التي تقدم خدمات الصحة النفسية المتكاملة للطلاب، وتشمل خدمات الطب النفسي، والصحة النفسية، والإرشاد النفسي، والإرشاد الاجتماعي.

توصيات لتعزيز الخدمات

في 15 من تشرين الأول الماضي، نظمت الهيئة الطبية الدولية (IMC)، بالتعاون مع وزارتي الصحة والإعلام في سوريا، ورشة بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية حملت عنوان “دور الإعلام في صون الحق في التعافي”، حضرتها عنب بلدي.

وتم خلال الورشة تقديم مجموعة من التوصيات لتطوير خدمات الصحة النفسية:

  • تقديم الخدمات الصحية النفسية المتكاملة ضمن المراكز الصحية.
  • المتابعة في بناء القدرات في مجال الصحة النفسية للكوادر الصحية (من أطباء، تمريض، عاملين صحيين).
  • تطوير قاعدة بيانات الصحة النفسية.
  • تزويد المراكز الصحية بخارطة الخدمات الصحية النفسية.
  • تفعيل نظام الإحالة للتكامل بين خدمات الرعاية الأولية والثانوية والثالثية في مجال الصحة النفسية.

مرتبط

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى



إقرأ المزيد