عنب بلدي - 11/27/2025 3:51:16 PM - GMT (+2 )
أعلن الدفاع المدني السوري التابع لوزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، في 26 من تشرين الثاني، عن إطلاق مشروع إزالة الأنقاض في مدينتي داريا ودوما بريف دمشق، بتمويل ودعم من مركز الملك سلمان السعودي للإغاثة والأعمال الإنسانية.
مدير مشروع ترحيل الأنقاض في مدينتي دوما وداريا، علي حاميش، قال لعنب بلدي اليوم، الخميس 27 من تشرين الثاني، إن الهدف الرئيسي من المشروع هو تنفيذ خطة متكاملة لإزالة الأنقاض بطرق آمنة ومستدامة، مع التركيز على إعادة تدوير المخلفات القابلة للاستخدام في مشاريع إعادة الأعمار.
وأضاف حاميش أنه يتفرع من الهدف الرئيسي، ثلاثة أهداف فرعية وهي:
- تغيير حجم الأنقاض على مستوى محافظة دمشق وريفها بالكامل.
- إزالة وترحيل الأنقاض من المناطق المتضررة، مع المحافظة على حقوق الملكية للأراضي.
- تشكيل وحدة متكاملة لإعادة تدوير الأنقاض، وإعادة استخدام المواد المعاد تدويرها في مشاريع إعادة الأعمار، بهدف تخفيف من الأثر البيئي السلبي للأنقاض، في حال بقيت دون إعادة تدوير.
وأوضح حاميش أنه جرى تحديد المناطق الأكثر أولوية عبر عمليات مسح ميداني، وبالتعاون مع الجهات المعنية مثل المجالس المحلية ومجالس المدن، ومديريات الصحة، وبالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة.
وحددت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، المواقع الأكثر حاجة لعمليات إزالة وترحيل الأنقاض، بالاعتماد على خريطة تفاعلية، لتبدأ المرحلة الحالية في مدينتي دوما وداريا.
وتقوم المعايير الأساسية لاختيار المناطق، وفق حاميش، على احتياجات السكان المهجرين للعودة إلى منازلهم، إذ تشكل الأنقاض عائقًا يمنع الأهالي من الوصول إلى بيوتهم أو الشروع بترميمها.
ويرتبط المعيار الثاني بترحيل الأنقاض من المنشآت التعليمية والطبية، بهدف إعادة تأهيلها في حال كان ذلك ممكنًا، بينما يعتمد المعيار الثالث على عدد السكان في المنطقة وعدد المستفيدين من عمليات الترحيل، إذ تكتسب المناطق ذات الكثافة السكانية الأكبر، أولوية أعلى.
وأشار حاميش إلى أن مدة المشروع تمتد لعام كامل، ابتداء من 1 تشرين الأول الماضي، وحتى 1 تشرين الأول من عام 2026، مع إمكانية تمديده، منوهًا لوضع خطة وبرنامج زمني مفصل، لتنفيذ الأنشطة خلال الفترة المحددة.
تحديات تنفيذ المشروعتحدث مدير مشروع ترحيل الأنقاض في مدينة دوما وداريا، علي حاميش، عن التحديات التي تواجه تنفيذ المشروع، أبرزها انتشار الذخائر غير المنفجرة، ويجري التعامل معها بالتنسيق مع الجهات المختصة، ولا سيما فريق متخصص ضمن فرق الدفاع المدني.
ومن التحديات الأخرى، عودة الأهالي تدريجيًا إلى أحيائهم ومنازلهم، ما قد يؤدي إلى ظهور كميات جديدة من الأنقاض بعد إزالتها سابقًا، نتيجة قيام السكان بإخراج أنقاض منازلهم إلى الطرقات، وهو ما يستدعي ترحيلها مجددًا إلى المواقع المخصصة.
كما تواجه فرق المشروع صعوبات مرتبطة ببعد المكبات التي تُرحل إليها الأنقاض، إلى جانب سوء حالة الطرق بين مناطق تجمع الأنقاض ونقاط الترحيل، الأمر الذي يؤثر على وتيرة العمل.
ويقتصر المشروع الحالي على منطقتي دوما وداريا في ريف دمشق، بحسب حاميش، مبينًا أن الدفاع المدني السوري نفذ مشاريع مشابهة في مناطق أخرى، منها حلب التي نفذ فيها ترحيل الأنقاض على مرحلتين، وفي ريف إدلب تم ترحيل الأنقاض من مدينة معرة النعمان.
وأكد حاميش استمرار عمليات المسح الميداني، لتوسيع نطاق ترحيل الأنقاض في مختلف المناطق السورية.
ترحيل “85 متر مكعب” من الأنقاضقال مدير الدفاع المدني السوري، باسم منير مصطفى، لعنب بلدي، إن المشروع يستهدف رفع ما لا يقل عن 85,500 متر مكعب من الأنقاض، منها 46,500 متر مكعب في دوما، و39,000 متر مكعب في داريا، وفق معايير مهنية وقانونية تضمن سلامة العمل وحقوق الملكية.
كما سيتم تشكيل وحدة متخصصة لإعادة التدوير، لتحويل نحو 30,000 متر مكعب من الركام إلى مواد بناء قابلة للاستخدام، وفقًا لمصطفى.
وأوضح مصطفى أن الخطة تتضمن إجراءات دقيقة لضمان السلامة، إذ تنفذ فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة التابعة للدفاع المدني، أعمال المسح التقني قبل بدء الإزالة، إلى جانب حملات توعية للمجتمعات المحلية حول مخاطر المخلفات الحربية وآليات الإبلاغ عنها.
ونفذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، العديد من المشاريع في سوريا شملت المساعدات الإغاثية والغذائية، والمشاريع الطبية، وقام بإجراء عدد من العمليات الجراحية، ونفذ مشاريع إعادة تأهيل المدارس، وشبكات الصرف الصحي، وتأهيل الآبار، و33 مخبزاً، إضافة إلى برامج دعم الأسر مثل الكفالات النقدية للأيتام.
أعلن الدفاع المدني في 17 من تشرين الثاني، تنفيذ 2370 عملية إزالة لمخلفات الحرب في سوريا، منذ بداية عام 2025 إلى 15 من تشرين الأول الماضي.
وحددت فرق المسح التقني 900 موقعًا ملوثًا بمخلفات الحرب، وقدمت أكثر من 10 آلاف جلسة توعية للسكان، استفاد منها نحو 23 ألف مواطن بينهم 20 ألف طفل.
وحذر الدفاع المدني في بيان من مخاطر الاقتراب من الأجسام الغريبة أو الذخائر غير المنفجرة، مشددًا على تجنب المناطق التي شهدت اشتباكات مؤخرًا أو تحوي مواقع عسكرية وحقول ألغام.
ونوه إلى ضرورة إبلاغ الفرق العاملة في قطاع مكافحة مخلفات الحرب فورًا، وعدم محاولة الاقتراب أو تحريك أي جسم مشبوه، مشيرًا إلى أن فرق الدفاع المدني السوري ضمن وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، تعمل على إزالة هذا الخطر القاتل، عبر عمليات المسح والإزالة.
الدفاع المدني قال إنه “يسعى لحماية المدنيين وضمان سلامتهم في منازلهم ومزارعهم وطرق عودتهم إلى قراهم، وتنبع جهوده من إيمانه بحق السوريين في حياة آمنة ومستقبل خالٍ من المخاطر”.
وأوضح أن مخلفات الحرب تشكل، خطرًا كبيرًا يلاحق السوريين ومستقبلهم لسنوات طويلة، ويحول حياتهم اليومية إلى موت مؤجل، مبينًا أن مئات الآلاف من الألغام الأرضية والقنابل العنقودية والذخائر غير المنفجرة، منتشرة في المدن والبلدات والمزارع، كإرث قاتل خلفته سنوات “القصف العنيف والهجمات الوحشية لنظام الأسد وحلفائه”.
مرتبط
إقرأ المزيد


