الأنباء - 12/7/2025 10:55:07 PM - GMT (+2 )
يتوج السوريون اليوم احتفالاتهم بالذكرى السنوية الأولى لإطاحة فصائل المعارضة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد فجر الثامن من ديسمبر 2024، الذي جاء عقب ثورة شعبية انطلقت عام 2011.
وفيما خرج مغتربون سوريون في مسيرات احتفالية في عدد من عواصم الدول الغربية، عمت المسيرات مدن وشوارع المحافظات السورية، فيما منعت قوات سوريا الديموقراطية «قسد» التي يهيمن عليها الاكراد، الاحتفالات في المناطق التي تسيطر عليها شمال شرق سورية بدعوى الظروف الامنية والمخاطر التي يشكلها تنظيم «داعش» وتزايد نشاط الخلايا «الإرهابية».
وعلى خطى عملية «ردع العدوان» وصل الدراجون المشاركون في «مسير التحرير» للدراجات الهوائية إلى مدينة حمص أمس، محطتهم قبل الأخيرة في رحلتهم التي انطلقت من إدلب إلى حلب فحماة، وصولا إلى العاصمة دمشق اليوم تزامنا مع ذكرى التحرير، بمشاركة من ذوي الهمم والمصابين، حيث استقبلهم أهالي حمص وسط أجواء احتفالية ضمن فعاليات عيد التحرير.
وهنأت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الجمهورية العربية السورية التابعة للأمم المتحدة في بيان «الشعب السوري على الخطوات العديدة التي اتخذت لمعالجة الجرائم والانتهاكات والاعتداءات التي ارتكبت خلال العقود الماضية»، مشددة على ضرورة «عدم تكرار انتهاكات الماضي» ومشيرة إلى التحديات العديدة.
وتتولى اللجنة استقصاء كل انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان المرتكبة منذ مارس 2011 وتوثيقها. وقد نددت بـ«الأحداث العنيفة في المناطق الساحلية وفي السويداء وفي محافظات أخرى» التي تسببت في «تجدد النزوح والاستقطاب، مما أثار مخاوف بشأن الاتجاه الذي ستسلكه البلاد في المستقبل».
واعتبرت اللجنة أن «سلسلة مروعة من أعمال العنف التي ارتكبتها حكومة بشار الأسد» بلغت «حد العنف الإجرامي المنظم الموجه ضد الشعب السوري».
وأعربت عن أملها أن تنتهي جولات الانتقام والثأر «نحو مستقبل تكون فيه سورية دولة تضمن الاحترام الكامل لحقوق الإنسان لجميع أبنائها... وأن تتمكن سورية من المضي قولا وفعلا حيث يتم تحقيق المساواة وسيادة القانون والسلام والأمن للجميع». لكن اللجنة أشارت في بيانها إلى أن «المرحلة الانتقالية في سورية هشة».
وأكدت اللجنة أن «المصير المجهول لآلاف الأشخاص الذين اختفوا قسرا... ما زال جرحا مفتوحا».
ويذكر أن الهجوم الخاطف الذي شنته فصائل المعارضة العام الماضي، استغرق نحو 11 يوما فقط للاطاحة بالنظام. ومع وصول فصائل عملية «ردع العدوان» التي قادها الرئيس أحمد الشرع إلى دمشق ومغادرة بشار الأسد فجر الثامن من ديسمبر 2024 إلى روسيا حيث حصل على «اللجوء الانساني» لينضم إلى عائلته التي سبقته إلى هناك، أنهت سيطرة المعارضة على دمشق حكم عائلة الأسد، الذي استمر منذ سيطرة والده حافظ الأسد على السلطة عام 1971 بنظام شمولي وراثي.
وشكلت سيطرة الفصائل المعارضة على محافظة حمص المفتاح لسقوط دمشق، بعد بسط سيطرتها على ريف إدلب وحلب وحماة، حيث تقدمت قوات «ردع العدوان»، سريعا باتجاه ريف حمص الشمالي، لتحرر يوم الجمعة الـ6 ديسمبر، الرستن وتلبيسة والدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي، وفي السابع منه حررت آخر قرية على تخوم المدينة وسط انهيارات كبيرة لقوات النظام المخلوع، وبدأت تنفيذ عمليات نوعية داخل حمص بالتزامن مع تطويقها من عدة محاور.
وأصبحت مدينة حمص، عقدة الجغرافيا بين الساحل والشمال والبادية على مشارف التحرير الكامل، وبدأت تتوارد المعلومات عن تقهقر تدريجي لقوات النظام من الأحياء الشمالية، أمام تقدم مستمر للثوار نحو مركز المدينة وفق الخطط المرسومة.
وفي الساعات الأولى من يوم الأحد الثامن من ديسمبر 2024، وتحديدا عند الساعة 12:00، أعلنت «إدارة العمليات العسكرية» تحرير حمص ودخول الثوار السجن المركزي فيها وتحرير أكثر من 3500 معتقل، وسط فرحة أهالي المدينة وتوافدهم بالآلاف إلى ساحة الساعة التي تحمل رمزية كبيرة في وجدان السوريين
ومع إعلان بدء المعركة، بدأ التنسيق مع غرف عمليات الجنوب بين مختلف القرى في المنطقة الجنوبية، وتم سريعا تشكيل غرفة عمليات عسكرية موحدة وصباح يوم السادس من ديسمبر، دقت ساعة الصفر. وبدأت الاشتباكات في عدة نقاط في الجنوب، وتمت محاصرة معظم المواقع الأمنية والعسكرية.وبحلول مساء السابع من ديسمبر الماضي، كان جيش الأسد قد انسحب نهائيا من كامل درعا، وتراجع باتجاه دمشق، في حين واصلت الفصائل ملاحقته حتى تخوم العاصمة.
إقرأ المزيد


