قال الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في كلمة له، خلال الذكرى الأولى لتحرير سوريا اليوم الاثنين 8 من كانون الأول، إن الشعب السوري صمد رغم كل الصعاب، وبارك للسوريين ذكرى التحرير وعودة “الوطن حرًا عزيزًا” إلى أهله.
وذكر أن الشعب شكّل صفحة من صفحات البطولة وحكاية من حكايات النصر العظيم.
وأضاف خلال كلمته التي ألقاها في قصر المؤتمرات بدمشق، أن سوريا فقدت درة الشرق لأكثر من خمسة عقود”، في إشارة منه إلى العاصمة السورية دمشق.
وسقط نظام الأسد في 8 من كانون الأول 2024، بعد معركة استمرت 11 يومًا، قادها الشرع على رأس “هيئة تحرير الشام”، بمساندة من فصائل المعارضة.
صفحة سوداءالنظام السابق حاول سلخ سوريا عن هويتها ودفن حضارتها، لكن البلاد استعادت مكانتها، بحسب الشرع، لتتغير نظرة العالم إلى السوريين من الإشفاق إلى الإعجاب والاعتزاز.
واعتبر الرئيس السوري أن حقبة النظام البائد كانت صفحة سوداء زرعت الفتنة والخوف بين الناس، وحولت المواطنة إلى “صك ولاء”، وأسست لواقع يقوم على اللاقانون والفساد وحرمان الحقوق.
ويمثل سقوط النظام “قطيعة تاريخية” وبداية لفجر جديد قوامه العدل والمواطنة والعيش المشترك، بحسب الشرع، الذي أكد أن نهاية المعركة العسكرية لم تكن إلا بداية لمعركة جديدة في ميادين العمل والاجتهاد ومقاربة الأقوال بالأفعال.
وقال إن الحكومة وضعت منذ الأيام الأولى رؤية واضحة لسوريا الجديدة، دولة قوية تنتمي إلى ماضيها وتتطلع إلى مستقبلها.
الدولة السورية استأنفت نشاطها الدبلوماسي الذي أسهم في تغيير جذري لصورة سوريا في الخارج، وجعلها شريكًا موثوقًا في محيطها العربي والدولي، بحسب الشرع، الذي أشار إلى أن المرحلة الماضية شهدت عقد شراكات استراتيجية في قطاعات الطاقة والموانئ والمطارات والعقارات والاتصالات.
وساعدت تلك الأمور، وفقًا للشرع، على دعم التعافي الاقتصادي، وفتح أبواب الاستثمار، وتحسين الدخل، وتخفيف معاناة المواطنين.
قضية المفقودين لا تقبل المساومةوأشار الرئيس السوري إلى دمج مختلف القوى العسكرية في جيش وطني موحد قائم على المهنية وولاء المؤسسة للوطن، باعتباره خطوة أساسية لترسيخ الأمن والاستقرار.
وشدد الشرع على التزام الحكومة بمبدأ العدالة الانتقالية، وضمان محاسبة من ارتكب الانتهاكات، والحفاظ على حقوق الضحايا.
حق الشعب في المعرفة والمساءلة ثم المحاسبة أو المصالحة هو أساس استقرار الدولة وضمان لعدم تكرار الانتهاكات، كما أوضح الشرع.
وقال إن قضية المفقودين لا تقبل المساومة، وإن البحث عن الحقيقة لن يتوقف.
وأضاف أن النصر مجرد بداية، لنكمل حكاية شعب صبر وصمد، وإلى أولئك الذين مهدوا الطريق بدمائهم وعذاباتهم، من شهيد وجريح ومعتقل ومقاتل، كل التحية والسلام”.
وكان الشرع قد أدى صلاة فجر اليوم 8 من كانون الأول في المسجد الأموي بدمشق، إحياء للذكرى السنوية الأولى لتحرير سوريا.
كما حضر عرضًا عسكريًا أقيم صباح اليوم في دمشق بمناسبة الذكرى الأولى لتحرير سوريا.
وانطلق العرض من مطار المزة مرورًا بأوتوستراد المزة فساحة الأمويين وصولًا إلى ساحة الجمارك.
وشاركت بالعرض مختلف الفرق والتشكيلات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع.
مرتبط