هل تنجح الهدنة المقترحة في وقف الحرب بالسودان؟
إيلاف -

أعلنت قوات الدعم السريع مساء السادس من نوفمبر تشرين الثاني موافقتها على المقترح الذي قدمته الآلية الرباعية لإنهاء الحرب والصراع، في خطوة قد تفتح الباب أمام مسار جديد للسلام، رغم المخاوف والشكوك بين المدنيين حول جدية تطبيقه على الأرض.

يأتي الإعلان في خضم تصاعد التوترات العسكرية والأمنية في دارفور، وكان مجلس الأمن والدفاع في الخرطوم قد عقد اجتماعاً طارئاً يوم الثلاثاء الماضي، لبحث آخر التطورات الميدانية وخطط إنهاء النزاع، وسط تهديدات مستمرة بالتصعيد في بعض المناطق.

وخلص الاجتماع، بحسب بيان مقتضب صدر عقب انتهائه، إلى تشكيل لجنة لدراسة سبل التخفيف من المعاناة الإنسانية، دون الإشارة إلى أي خطوات عملية تتعلق بمبادرة الرباعية لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر.

وجاء بيان المجلس بعد ساعات من تصريحات متفائلة أدلى بها مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، أكد فيها قرب الطرفين من التوقيع على اتفاق هدنة، في حين بدا الشارع السوداني محاطاً بشكوك حول فعالية أي اتفاق مستقبلي، وسط مخاوف من استمرار النزاع وتفاقم الوضع الإنساني.

ليس رفضاً للسلام، وإنما رفض للتلاعب بمفهومه

قال المحلل العسكري جمال الشهيد، ل بي بي سي إن الموقف الحالي لا يعكس رفضاً للسلام بشكل مطلق، بل رفضاً لتوظيف مفهوم السلام لأغراض سياسية أو تكتيكية. وأضاف أن تصريحات بعض القادة، سواء في مجلس الدفاع أو عبر وسائل الإعلام، تهدف إلى فرض شروط معينة على الأرض، مما يجعل أي اتفاق محتمل لا يكون عرضة للفشل.

موقف قوات الدعم السريع

على صعيد آخر، علقت قوات الدعم السريع على تصريحات عضو مجلس السيادة، ياسر العطا، واعتبرتها تصريحات تصعيدية تعكس رفضاً صريحا للهدنة التي طرحتها آلية الرباعية ، ودعت أفرادها إلى البقاء على أهبة الاستعداد والجاهزية القصوى، مع التأكيد على ضرورة متابعة أي تطورات ميدانية قد تستدعي تحركا عاجلا، في إشارة إلى استمرار التوتر العسكري في مناطق النزاع.

وقبل ذلك دعا نائب قائد الدعم السريع، عبدالرحيم دقلو، النازحين من سكان مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور للعودة إلى منازلهم، مؤكدا استقرار الأوضاع الأمنية بعد انتشار الشرطة الفيدرالية.

خريطة توزع الجماعات المسلحة في السودان
BBC
آراء المواطنين بين الهدنة واستمرار الحرب

من ناحية أخرى، عبر بعض المواطنين الذين تحدثوا إلى بي بي سي عن موقفهم تجاه أي هدنة محتملة. قال أحدهم "نحن مع أي هدنة تُنهي البندقية وتحمي المدنيين"، بينما أوضح آخر "أن الحرب ضرورية حتى القضاء على التمرد واستعادة السيطرة على مناطقنا".

هذه الآراء تعكس الانقسام بين من يرغب في حماية المدنيين والحد من الخسائر، وبين من يرى أن استمرار القتال هو السبيل الوحيد لاستعادة الأمن وإحكام السيطرة على الأرض.

في سياق الاجتماع نفسه، شدد مجلس الدفاع على الاستنفار العسكري الكامل والتعبئة العامة للقوات، معتبراً أنه إجراء حتمي لمواجهة التحديات الراهنة.

لكن المواطنين أبدوا حذرهم تجاه هذا النهج. قال أحدهم لبرنامج "للسودان سلام" عبر بي بي سي: "هذا الطريق مجرب وخطير، ويعيد إنتاج الميليشيات غير النظامية ويفتح معسكرات جديدة تصنع عشرات الميليشيات الموازية للجيش".

وأضاف مواطن آخر "المعركة تحتاج لجنود على درجة عالية من الاحترافية، ومعظمنا يشارك في المجهود الحربي لكن ينقصنا التدريب". وفي المقابل، اعتبر مواطن ثالث أن التعبئة واجبة "كل الناس يجب أن تتكاتف مع بعضها لتجنب الفوضى وضمان استقرار المناطق".



إقرأ المزيد