سكاي نيوز عربية - 11/7/2025 2:30:15 PM - GMT (+2 )
وفي حين نقلت القناة الإسرائيلية الثانية عشرة عن مسؤول عسكري كبير تهديده بمهاجمة مواقع الحزب في بيروت وعموم لبنان بدعم أميركي، إن لم يقم الجيش اللبناني بتفكيك الحزب، رجحت صحيفة إسرائيل هيوم أن تطلق إسرائيل عملية استباقية محدودة تستمر أياماً ضد أهداف لحزب الله، مشيرة إلى أن تنفيذها مؤجل إلا في حال قرر الحزب التصعيد.
سلام: الدولة وحدها تقرر
رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام شدد في تصريحاته على أن "لا أحد في لبنان يمتلك قرار الحرب والسلم سوى الدولة"، مشيرا إلى أن حكومته بدأت بتنفيذ المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح جنوب نهر الليطاني، وفق ما نص عليه القرار 1701.
كما وصف التصعيد الإسرائيلي بـ"الخطير"، مؤكداً أن لبنان يسعى للحصول على دعم عربي ودولي لوقف الاعتداءات، وأن بيروت "رمّمت علاقاتها العربية وعادت إلى الحضن العربي"، على حد قوله.
ضو: حزب الله مكشوف لبنانياً
وفي حديثه إلى سكاي نيوز عربية من نيقوسيا، رأى مدير المعهد الجيوسياسي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا نوفل ضو أن تصريح سلام يعني رفع الغطاء السياسي عن أي تحرك لحزب الله، وقال: "بمجرد أن يقول رئيس الحكومة هذا الكلام، فهذا يعني أنه رفع الغطاء عن أي خطوة يقوم بها الحزب، وأرسل رسالة واضحة إلى الداخل والخارج بأن حزب الله بات مكشوفاً لبنانياً".
وأوضح ضو أن هذا الموقف الحكومي "بالغ الأهمية لأنه يفصل بين سياسة الدولة وخطوات الحزب"، مضيفاً أن لبنان يشهد للمرة الأولى منذ سنوات طويلة استقلالية نسبية في قرارات مجلس الوزراء، الذي "لم يعد خاضعاً لهيمنة حزب الله أو لرئيس مجلس النواب نبيه بري"، على حد تعبيره.
وأكد أن الدولة اللبنانية، رغم ضعفها، "تبقى أقوى من حزب الله بمنطق الدستور والشرعية"، داعياً الحكومة إلى "الانتقال من الأقوال إلى الأفعال وتنفيذ ما التزمت به بشأن حصرية السلاح بيد الدولة".
اللقيس: قرار الحرب بيد إسرائيل
في المقابل، اعتبر عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين عبدو اللقيس، في حديثه من بيروت، أن الكلام عن أن الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية "هرطقة سياسية"، مضيفاً: "قرار الحرب والسلم هو بيد إسرائيل التي لم تتوقف عن عدوانها منذ السابع والعشرين من تشرين الماضي، فيما الدولة اللبنانية غائبة عن حماية شعبها".
وأوضح اللقيس أن حزب الله لا يطرح مسألة نزع سلاحه للنقاش، قائلاً: "لا يوجد شيء اسمه نزع سلاح المقاومة في الداخل اللبناني. هذه الفكرة موجودة فقط في مخيلات تل أبيب ومن يردد خطابها في الداخل".
وأشار إلى أن المقاومة "جاهزة ولن تتراجع" في حال قررت إسرائيل توسيع نطاق عملياتها، لافتاً إلى أن أي حرب جديدة "لن تبقى محصورة في لبنان، بل ستمتد إلى الشرق الأوسط بأكمله"، على حد قوله.
دعم أميركي وتصعيد ميداني
في المقابل، يرى ضو أن الحديث عن دعم أميركي لإسرائيل في أي عملية عسكرية مقبلة ليس جديداً، بل هو استمرار لدور واشنطن في "توفير الغطاء الدبلوماسي والسياسي" لتل أبيب.
وقال: "المنطقة اليوم تعيش معادلات سياسية وعسكرية جديدة، وإسرائيل تتحرك وفق منطق العقل والتكنولوجيا، بينما ما زال حزب الله أسير الأيديولوجيا، وهذا ما يجعل كفته خاسرة في أي مواجهة مقبلة".
أما اللقيس فاعتبر أن الدعم الأميركي "ليس غطاءً بل مشاركة مباشرة"، قائلا إن "التدخل الأميركي لم يكن غائباً في الحرب السابقة، حيث شارك الناتو في تنفيذ أكثر من ألف غارة على لبنان في يوم واحد".
مؤشرات حرب وشيكة
في ظل هذا السجال، تتزايد المؤشرات على أن المنطقة تقترب من مرحلة أكثر سخونة. فالتقارير الإسرائيلية تتحدث عن إخلاء قرى الشمال، واستدعاء وحدات الاحتياط، وتكثيف الغارات الجوية والاستطلاعية ضد مواقع حزب الله.
كما جرى تحديث قوائم الأهداف تحضيراً لعمليات برية محتملة، فيما تتحدث دوائر سياسية في تل أبيب عن "فترة زمنية محدودة" منحت للبنان لنزع سلاح الحزب قبل بدء أي عملية موسعة.
لبنان بين الموقفين
وفي ختام حديثه، رأى نوفل ضو أن الدولة اللبنانية أمام اختبار حقيقي لتأكيد سلطتها، محذراً من أن "أي تهاون في تنفيذ قراراتها سيعطي إسرائيل الذريعة لشن عدوان". أما عبدو اللقيس فاختتم بالقول إن "المقاومة لا تنتظر إذناً من أحد للدفاع عن لبنان"، مؤكداً أن الحرب إذا اندلعت "لن تكون نزهة" على حد وصفه.
ورغم أن التصعيد الكلامي من الجانبين بلغ ذروته، يبقى السؤال الأكثر إلحاحاً: هل دخل لبنان فعلاً مرحلة العدّ التنازلي لحرب جديدة؟
إقرأ المزيد


