سكاي نيوز عربية - 11/14/2025 10:45:34 PM - GMT (+2 )
وقال البرهان مخاطبا مجموعة من سكان إحدى مناطق ولاية الجزيرة في وسط السودان أن الحرب "لن تنتهي باتفاق أو هدنة"، بل بالقضاء على الدعم السريع، مضيفا أنه "يجب على العالم جمع السلاح منهم لتحقيق السلام".
موقفان متناقضان
في حين أعلن الدعم السريع موافقته رسميا على الخطة التي أعلنتها المجموعة الرباعية في الثاني عشر من سبتمبر والتي نصّت على هدنة إنسانية لمدة ثلاث أشهر تعقبها ترتيبات لوقف دائم لإطلاق النار والدخول في عملية سياسية، تستمر قيادة الجيش في إرسال إشارات سلبية تتعلق بهذه الجهود الدولية.
ويرى مراقبون أن الجيش يواجه ضغوطات داخلية كبيرة من حلفائه في تنظيم الإخوان الذين يرفضون وقف الحرب التي تدور اتهامات متزايدة لدورهم في إشعالها من أجل التخلص من خصومهم السياسيين الذين أطاحوا بنظام حكمهم في ثورة شعبية في أبريل 2019.
وقال شريف محمد عثمان الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني والقيادي في تحالف "صمود" لموقع "سكاي نيوز عربية" إن رفض الجيش لوقف الحرب التي أدخلت البلاد في أوضاع كارثية، يضعه تحت ضغط وحصار مستمر وسيف العقوبات.
وأضاف عثمان "أعتقد أن لدى المجتمع حزمة من الإجراءات تجاه الأطراف الرافضة للهدنة الإنسانية".
وفي ذات السياق، أشار مسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الاميركي دونالد ترمب إلى أن المجتمع الدولي لن يسمح باجهاض خطة الرباعية، مؤكد أن العالم لن يصبر على دعاة الحرب.
مخاوف الجيش
منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل 2023، يربط مراقبون بين موقف الجيش "المنصاع" لرغبة تنظيم الإخوان في الاستمرار في الحرب ومخاوف قادة الجيش الأربع الحاليين، من المحاسبة على جرائم كبيرة ارتكبت أثناء قيادتهم للمجلس العسكري في أعقاب الإطاحة بنظام الإخوان ومن بينها جريمة فض الاعتصام في الثالث من يونيو 2019، والتي قتل فيها المئات من المعتصمين أمام القيادة العامة للجيش.
ووفقا لخبير الأمن والبيانات، الدكتور عصام عباس، فإن إجبار أو إقناع الجيش للانخراط في مفاوضات سلام جادة، يتطلب من الوسطاء مخاطبة بعض هواجس الجيش وفي مقدمتها الضمانات الدولية أو الإقليمية فيما يتعلق بالمساءلة.
وأشار عباس في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أنه "لا بد أيضا من إجراءات لفك الارتباط القائم على المصالح بين الإخوان والجيش من خلال خطوات من بينها تصنيف الإخوان جماعة إرهابية والتضييق القانوني والدبلوماسي والأمني والسياسي عليها لتمكين الجيش على اتخاذ خطوة شجاعة نحو السلام دونما تأثير من التنظيم".
تعبئة عامة
كان البرهان قد دعا جميع السودانيين للمشاركة في الحرب قائلا: "كل شخص يستطيع حمل السلاح عليه التقدم والانضمام للمعركة".
ومنذ سيطرة الدعم السريع على الفاشر - آخر معاقل الجيش في دارفور - في السادس والعشرين من أكتوبر، وتقدمه في عدد من مناطق إقليم كردفان المجاور للعاصمة الخرطوم، كثفت مجموعات موالية للجيش من الدعوات للتعبئة العامة وسط تقارير تشير إلى ضعف الإقبال الشعبي في ظل التداعيات الكارثية التي خلفتها الحرب التي أدت إلى مقتل أكثر من 150 ألف شخص وتشريد 15 مليونا محدثة واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم وخسائر اقتصادية قدرت بنحو 800 مليار دولار.
واتهم مستشار قائد قوات الدعم السريع الباشا طبيق الجيش بمحاولة إطالة أمد الحرب، ووصف في تغريدة له على منصة "إكس" إعلان البرهان للتعبئة العامة ورفضه الصريح لأي مفاوضات، بأنه "رد مباشر على تصريحات وزير الخارجية الأميركي، ورسالة واضحة للمجتمع الدولي ولكل من يظن أن البرهان قد يستجيب للمبادرات الدولية الهادفة إلى إنهاء الحرب في السودان".
ورأى طبيق أن شرط البرهان بتسليم قوات الدعم السريع سلاحها قبل أي تفاوض، هو أمر "بعيد عن الواقع"، مضيفا أنه "على المجتمع الدولي، كما على البرهان أن يدركوا أن القضية لم تعد سياسية فحسب، بل أصبحت قضية وجودية لملايين السودانيين الذين يتطلعون إلى الحرية والسلام والعدالة والمساواة".
إقرأ المزيد


