سوريا تفتح صفحة جديدة مع الصين.. هل تمهد لمسار استراتيجي؟
سكاي نيوز عربية -

وتعد الخطوة، إن تمت، جزءاً من مسار أوسع لإعادة بناء شبكة العلاقات الدولية لدمشق بعد سنوات من العزلة، إضافة إلى فتح الباب أمام تعاون استراتيجي مع الصين في ملفات الاقتصاد وإعادة الإعمار.

فتور سابق.. ومساعٍ لفتح صفحة جديدة

وتأتي التطورات الراهنة عقب زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بكين، التي بحث خلالها ملفات سياسية وأمنية، بما في ذلك ملف المقاتلين الإيغور الموجودين في سوريا.

وكانت دمشق قد نفت تقارير إعلامية تحدثت عن نيتها تسليم مسلحين من الإيغور إلى الجانب الصيني.

وأكّد مدير الشؤون الصينية في وزارة الخارجية السورية، أشهد صليبي، خلال حديثه لغرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية، أنّ الزيارة الأخيرة "فتحت حقبة جديدة" في العلاقات بين البلدين، بعد فترة من الفتور ارتبطت – بحسب قوله – بموقف بكين السابق من "النظام البائد".

وأوضح أن المحادثات شملت ملفات متعددة، أبرزها إعادة العلاقات السياسية، توسيع التعاون الدولي، وإعادة فتح السفارة الصينية في دمشق، إلى جانب مباحثات اقتصادية وأمنية.

زيارة الرئيس.. مؤجلة حتى اكتمال خطوات التطبيع

ورأى صليبي أن الحديث عن زيارة قريبة للرئيس أحمد الشرع ما يزال مبكرا، مشددا على أن استعادة العلاقات الرسمية بين البلدين تتطلب أولا استكمال إجراءات أساسية، مثل إعادة تفعيل السفارتين في دمشق وبكين، تمهيداً لتعاون اقتصادي يتيح دخول الشركات الصينية إلى مشاريع إعادة الإعمار.

وقدر أن عام 2026 قد يكون التوقيت الأنسب لزيارة الرئيس، تزامنا مع انعقاد مؤتمر التعاون العربي الصيني في بكين.

"دبلوماسية متوازنة".. الأساس الذي تستند إليه دمشق

وجدد المسؤول السوري تأكيد بلاده انتهاج "دبلوماسية متوازنة" تضع المصلحة الوطنية في الصدارة، بعيدا عن الاصطفافات الحادة أو التحالفات العسكرية.

وأشار إلى أن المرحلة الحالية هي الأولى في تاريخ السياسة السورية التي ترتبط فيها دمشق بعلاقات جيدة مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.

وأشار إلى أن تعزيز العلاقات مع الصين لا يعني بالضرورة الدخول في خصومة مع الدول التي تخالفها، وبينها الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن واشنطن وبكين هما "أكبر شريكين تجاريين" رغم التوتر السياسي بينهما.

ملف الإيغور.. نفي قاطع للأنباء عن تسليم مقاتلين

وتناول صليبي بالتفصيل ملف المقاتلين الإيغور، موضحا أن المحادثات في بكين شملت استفسارات صينية حول مستقبل هؤلاء، وطبيعة تسوية أوضاعهم، وكيفية ضمان مصالح الشركات الصينية في حال دخولها السوق السورية.

وأكد بقوة أن ما نشرته وكالة الصحافة الفرنسية عن عزم سوريا تسليم 400 من الإيغور إلى الصين "غير صحيح إطلاقاً"، وأن أي حديث عن تسليم أشخاص غير مطروح على الطاولة، وأن النقاشات تدور فقط حول آليات التسوية.

وأشار إلى أن وزارة الخارجية السورية تتسم بـ"درجة عالية من الشفافية"، وأن مثل هذه الملفات الحساسة تحتاج وقتاً ومساحات واسعة من الحوار بين الجانبين.

زيارة إسرائيلية لجوبر.. وإشارات سياسية محتملة

وحول الزيارة التي قام بها قادة عسكريون وسياسيون إسرائيليون إلى جوبر في الجولان المحتل، أوضح صليبي أنه لا يعرف إن كانت مصادفة أم مقصودة بالتزامن مع المباحثات الروسية السورية، لكنه أشار إلى أن دمشق تعتبرها "زيارة لقائد احتلال إلى أرض سورية محتلة".

وأضاف أن مثل هذه التحركات قد تُقرأ كرسائل سياسية من الجانب الإسرائيلي، خاصة عقب تصريحات سابقة بشأن تضييق هامش الحوار مع دمشق.



إقرأ المزيد