ترامب يدخل على خط حرب السودان.. هل يقترب الحل؟
سكاي نيوز عربية -

وجاءت تصريحات ترامب خلال مؤتمر حضره في الولايات المتحدة، موضحا أنه تلقى طلبا من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للمساعدة في وقف النزاع، لافتاً إلى أنه أنهى ثماني حروب ويتطلع إلى دور “حاسم للغاية” هذه المرة أيضاً.

ترامب ذهب أبعد من ذلك حين وصف السودان بأنه "أصبح أكثر الأماكن عنفا" ويعاني أكبر أزمة إنسانية في العالم، مؤكداً أنه تلقى طلبات من قادة دوليين للتدخل واستخدام نفوذ الرئاسة الأميركية لوقف ما يجري.

كما شدد على أن السودان قابل للإصلاح عبر تعاون منسّق بين الدول الشريكة.

اهتمام إيجابي.. ولكن

محلل الشؤون الأميركية في سكاي نيوز عربية، موفق حرب، اعتبر أن اهتمام الرئيس الأميركي بملف السودان يشكل “تطوراً إيجابياً”، لكنه شدد على أن كلمة “ضغط” لا تزال مبكرة، قائلاً: هناك اهتمام متزايد، لكن لم نصل بعد إلى مرحلة الضغط المباشر، ولا إلى صرف وقت وجهد دبلوماسي مكثف من الرئيس.

وأشار حرب إلى أن المؤشر الحقيقي لجدية واشنطن سيظهر من خلال هوية المبعوث الذي سيُكلف بالملف، موضحاً أن أسماء مثل ماركو روبيو أو جاريد كوشنر—إن طُرحت—ستعكس مستوى أعلى من الجدية في التعاطي الأميركي.

وأضاف أن التطورات الميدانية الأخيرة في السودان أقنعت المجتمع الدولي بأنه لا حل عسكريا، ما يدفع إلى إعادة إحياء الجهود الدبلوماسية.

وبرأي حرب، فإن ترامب قد يلجأ إلى طرق “غير تقليدية” لصنع اختراق مفاجئ، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي لا يحب الفشل، وقد يتخذ خطوات مباشرة مثل دعوة الأطراف إلى البيت الأبيض أو إرسال شخصية رفيعة إلى الخرطوم إذا لمس إمكانية لتحقيق نتائج سريعة. لكنه في الوقت ذاته يرى أن ترامب سيبحث أولا عن ضمانات بأن فرص النجاح عالية جدا قبل أن يضع ثقله الكامل في الملف المعقد.

ويعتقد حرب أن بداية المسار الأميركي ستكون عبر إيجاد قواسم مشتركة مع دول الرباعية، أي الإمارات والسعودية ومصر، إلى جانب واشنطن نفسها، تمهيداً لفرض آلية مشتركة على الأطراف المتحاربة، مؤكداً أن ذلك “سيشكل الخطوة الأولى قبل أي ضغط سياسي أو دولي واسع”.

دفع أقوى بعد وصول الملف إلى مستوى الرئاسة

ومن أديس أبابا، رأى عثمان فضل الله، رئيس تحرير مجلة “أفق جديد”، أن انتقال الملف السوداني إلى مستوى الرئاسة الأميركية يشكل “نقطة فارقة” في المسار الإنساني والسياسي للحرب، مضيفاً:الآن تعقيدات السودان ارتفعت إلى مستوى الرئاسة الأميركية، وبالتالي سيكون هناك دفع أعلى بكثير مما شهدناه في الفترة السابقة.

وأشار فضل الله إلى أن توجه ترامب للعمل مع الإمارات والسعودية ومصر “يعني عملياً أن تحركه المستقبلي لن يكون بعيداً عن رواية الرباعية، بل سيُبنى على ما وصلت إليه”.

ويؤكد فضل الله أن الرباعية كانت تعمل منذ أشهر وأعدت “مقترحا متماسكا” للهدنة الإنسانية، ولذلك فمن المتوقع أن ينطلق ترامب “من الأساس نفسه، مع إمكانية تطوير بعض التفاصيل”.

هل يقود التدخل الأميركي إلى نتائج سريعة؟

يرى فضل الله أن دخول واشنطن منسجماً مع مسار الرباعية، قد يقود بالفعل إلى نتائج سريعة، بالنظر إلى فاعلية وقوة شخصية الرئيس الأميركي وتأثيره. لكنه يحذر من أن دخول واشنطن منحازاً أو علمَت الأطراف على الأرض بتفسيره كدعم لطرف على حساب آخر، فقد يؤدي ذلك إلى “عرقلة المسار السلمي ومزيد من الحرب”.

ويضيف أن الطرفين في السودان يعيشان حالة إنهاك واضحة، وأن أي شعور من أحدهما بأن الولايات المتحدة انحازت له قد يدفعه لتصب أكبر، مما يهدد جهود الهدنة والانتقال المدني. ولذلك يشدد فضل الله على ضرورة أن يكون التدخل الأميركي “واضحاً في هدفه: إنهاء الحرب، وتمكين المسار المدني، وليس منح شرعية لطرف دون آخر”.



إقرأ المزيد