سكاي نيوز عربية - 11/20/2025 2:24:15 PM - GMT (+2 )
ووفقًا للقناة الرابعة عشرة الإسرائيلية، فقد أكّد مسؤولون أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مصمم على تفكيك حماس، سواء عبر اتفاق سياسي أو عملية عسكرية موسعة، في ما يصفه البعض بمحاولة فرض معادلة أمنية جديدة في القطاع.
هذا التصعيد جاء متزامنا مع غارات إسرائيلية قتل فيها 32 فلسطينيا وأصيب العشرات في غزة وخان يونس، وسط قصف مدفعي مكثف، ما فتح باب التساؤلات بشأن ما إذا كانت تل أبيب تمهد لفرض معادلة تصعيد منخفض الوتيرة، تمنحها مكاسب ميدانية دون تحمل كلفة حرب واسعة.
كبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي يوحنان تسوريف استبعد، في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" أن تكون التطورات الأخيرة تعبيرا عن نهج جديد، قائلا: الأحداث التي حصلت أمس لا تعبر عن تغيير في السياسة الإسرائيلية. كان هناك هجوم وإطلاق نار على القوات الإسرائيلية، وإسرائيل ردّت كما تفعل دائما.
وأضاف أن تصريحات نتنياهو لا تحمل جديدا، معتبرا أن مطلب تفكيك حماس قائم منذ سنوات، وأن إسرائيل ستقوم بذلك إذا لم يتحقق دبلوماسيا. لكنه أشار إلى أن الاختلاف حاليا يتمثل في أن أي عملية إسرائيلية ستكون مدعومة دوليا بعد اجتماع شرم الشيخ وقرار مجلس الأمن، وهو ما قد يمنحها شرعية أكبر.
وفيما يتعلق باتهامات حماس بتغيير مواقع الخط الأصفر داخل القطاع والتوغل لمئات الأمتار، قال تسوريف إنه ليس مطلعًا على التفاصيل الميدانية، لكنه أكد أن المنطقة ما تزال في مرحلة بلورة وقف النار، وأن الاستقرار قد يتحسن مع بدء تنفيذ المرحلة التالية من مبادرة ترامب.
ورغم تأكيده ضعف قدرات حماس، إلا أنه شدد على أن الحركة لم تهزم تماما ولا تزال قادرة على تنفيذ هجمات، محذرا من أن عودة الحرب ليست خيارا سهلًا للمجتمع الإسرائيلي. لكنه ختم بالقول: لا يمكن أن تستمر أي قوة عسكرية فلسطينية داخل غزة قادرة على تهديد إسرائيل.
من إسطنبول، قدم أستاذ العلوم السياسية أمجد شهاب قراءة مختلفة تماما، معتبرا أن إسرائيل تعمل منذ البداية على اغتيال معنوي لحركة حماس وليس مجرد السيطرة العسكرية.
وقال لسكاي نيوز عربية: هم احتلوا كل قطاع غزة.. لكنهم يريدون إخضاع حماس بالكامل، وتحويل وجودها من تعايش مع الاحتلال إلى انسجام معه.
واتهم شهاب إسرائيل باستخدام المدنيين أداة ضغط، عبر استمرار الحرب ومنع دخول الغذاء والدواء والبنية التحتية، معتبرا أن ذلك ليس له علاقة بالتفاوض، وأن تل أبيب تنتقل إلى مطالب تعلم أن الحركة لا يمكن أن تلبيها، مثل تسليم السلاح، الذي وصفه بأنه "مصطلح ضبابي".
وأضاف أن القيادات العسكرية الإسرائيلية نفسها أقرت قبل أكثر من عام بأن حماس لم تعد تشكل تهديدا عسكريا كبيرا، وأن الجيش “يريد الانسحاب” لأنه لا يرى جدوى من البقاء في القطاع بعد الدمار الواسع.
ويعتقد شهاب أن إسرائيل تعمل على فرض واقع جديد يقوم على استمرار السيطرة الأمنية والعسكرية والضغط الإنساني بما يؤدي إلى إضعاف ثقافة المقاومة وفتح الباب لسيناريوهات تهجير جماعي.
معادلة أمنية جديدة؟
يتقاطع حديث الضيفين عند نقطة واحدة: استمرار وجود قوة مسلحة داخل غزة لم يعد مقبولا لدى إسرائيل. لكن الفارق بينهما يكمن في تفسير دوافع تل أبيب:
- تسوريف: ما يجري "امتداد للسياسة الإسرائيلية التقليدية في الردع"، وليس تغييرًا جذريا.
- شهاب: ما يجري “محاولة تثبيت واقع احتلالي دائم عبر الضغط الإنساني والعسكري”.
ومع استمرار الغارات، وتأكيد واشنطن – بحسب تسريبات لـ CNN – رغبتها في تجاوز مرحلة نزع سلاح حماس نحو الإعمار، تتعاظم الأسئلة حول قدرة إسرائيل على تنفيذ خططها، وحول ما إذا كان التصعيد الأخير مقدمة لـ صياغة معادلة أمنية جديدة في غزة، أم مجرد حلقة إضافية في الصراع المفتوح.
إقرأ المزيد


