سكاي نيوز عربية - 12/21/2025 2:58:29 PM - GMT (+2 )
وقال عراقجي، في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم"، إن "الحقيقة هي أن منشآتنا تعرضت لأضرار، وبشكل جسيم"، لكنه شدد على أن "تقنيتنا ما زالت قائمة، والتكنولوجيا لا يمكن قصفها"، مضيفا أن "عزمنا وإرادتنا لا يزالان قائمين".
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده تعتبر الاستخدام السلمي للطاقة النووية، بما في ذلك التخصيب، "حقا مشروعا كاملا"، مضيفا: "لقد طورنا هذه التكنولوجيا بأنفسنا، وقدم علماؤنا تضحيات كبيرة في سبيلها، كما ضحّى شعبنا أيضا؛ إذ عانى من العقوبات، وها هو اليوم يعاني من حرب مدمرة للغاية. لذلك لا يمكننا التنازل عن حقوقنا".
وفي مقابل ذلك، أعلن عراقجي استعداد طهران لتقديم ضمانات دولية، قائلا: "نحن مستعدون لتقديم ضمانات كاملة بأن برنامجنا سلمي وسيبقى سلميا إلى الأبد".
واستعاد تجربة الاتفاق النووي لعام 2015، معتبرا أنها نموذج ناجح، إذ "قبلنا، مقابل رفع العقوبات، باتخاذ إجراءات لبناء الثقة بشأن الطبيعة السلمية لبرنامجنا»، واصفًا الاتفاق حينها بأنه «إنجاز دبلوماسي احتفى به العالم بأسره".
وفي مقارنة مباشرة بين المسارين، قال عراقجي إن "لدينا تجربتان: تجربة الدبلوماسية، وتجربة العمل العسكري"، معتبرا أن "التجربة العسكرية لم تحقق أهدافها، بينما كانت التجربة الدبلوماسية ناجحة"، ومضيفا أن "الاختيار يعود إلى الولايات المتحدة".
الوصول إلى المنشآت النووية
وحول مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول إلى المنشآت المتضررة، أوضح عراقجي أن إيران "ما زالت عضوا ملتزما في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، ومستعدة للتعاون مع الوكالة"، لكنه طرح تساؤلا قال إنه جوهري: "كيف يمكن تفتيش منشأة نووية تعرضت لهجوم؟ لا توجد إجابة عن هذا السؤال، لأنه لا توجد أي سابقة في هذا المجال".
وأشار إلى أن طهران والوكالة اتفقتا على "ضرورة التفاوض لإيجاد آلية وإطار محددين لعملية التفتيش في مثل هذه الحالات»، مؤكدًا أن هذا الملف «مطروح الآن على الطاولة".
وفيما يتعلق بالتخصيب، شدد عراقجي على أنه "حقنا"، معتبرا أنه يتجاوز البعد التقني ليصبح "مسألة تتعلق بالكرامة والفخر الوطنيين، لأنه ثمرة إنجازات علمائنا»، مضيفًا أن «اعتراف الولايات المتحدة بهذا الحق يمكن أن يشكل خطوة إيجابية لصالح نظام عدم الانتشار".
وعن احتمالات شن هجوم جديد على إيران، قال وزير الخارجية الإيراني إن بلاده "لا تستبعد هذا الاحتمال"، لكنها "مستعدة له بالكامل، بل أكثر استعدادًا من ذي قبل"، مؤكدا أن الهدف ليس الحرب، بل منعها. وأضاف: "أفضل وسيلة لمنع الحرب هي الاستعداد لها"، مشيرا إلى أن إيران "أعادت في الواقع بناء كل ما تضرر في العدوان السابق"، وتابع: "إذا ما أرادوا تكرار التجربة الفاشلة نفسها، فلن يحققوا نتيجة أفضل".
إسرائيل تستعد لضربة عسكرية
تتزامن تصريحات عراقجي مع تحركات إسرائيلية لبحث ضربة عسكرية جديدة ضد إيران. وبحسب تقرير لشبكة "إن بي سي"، يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرض خطة متكاملة على الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائهما المرتقب في فلوريدا نهاية ديسمبر، تتضمن تقديرات استخباراتية جديدة وخيارات عملياتية لضرب إيران.
ووفق التقرير، سيطلع نتنياهو ترامب على معلومات استخباراتية تقول إسرائيل إنها تظهر توسع إيران في إنتاج الصواريخ الباليستية، وإعادة تشغيل خطوط إنتاج صاروخية، إلى جانب إعادة بناء منشآت وبنى تحتية تضررت خلال الغارات الأميركية والإسرائيلية في أبريل ويونيو 2024. وترى تل أبيب أن هذه الأنشطة تمثل «تهديدًا فوريًا» يستوجب ردا سريعا.
وتشمل الخطة الإسرائيلية، بحسب مصادر مطلعة، عرض مجموعة من السيناريوهات العسكرية، تبدأ بخيار تنفيذ إسرائيل ضربة منفردة، مرورا بضربة بدعم أميركي محدود، ثم عمليات عسكرية مشتركة واسعة، وصولا إلى خيار تتولى فيه الولايات المتحدة تنفيذ الضربة بشكل كامل. وهي الخيارات نفسها التي سبق أن طرحت على ترامب خلال العملية الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في يونيو الماضي.
كما تتضمن الخطة تحذيرات إسرائيلية من أن إيران قد تصل، وفق التقديرات الإسرائيلية، إلى إنتاج نحو ثلاثة آلاف صاروخ باليستي شهريا إذا لم يتم ردعها، إضافة إلى مخاوف من أن إعادة بناء الدفاعات الجوية عبر منظومات بديلة لمنظومة «إس-300» قد تعزز قدرة طهران على حماية منشآتها النووية مستقبلا.
إقرأ المزيد


