يُغيّر مُبدعو الخليج مفهوم “الترفيه على الإنترنت”
تركيا اليوم -

قبل فترة وجيزة، كان معظم المحتوى الإلكتروني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يأتي من الخارج. لكن الآن؟ يتغير الوضع بسرعة. من الرياض إلى الدوحة، يُعيد المبدعون الشباب تعريف مفهوم الترفيه الإلكتروني، ويشاهده الملايين.

سواءً كان ذلك ألعابًا، أو كوميديا، أو سردًا قصصيًا، أو تحديثات للحياة اليومية، يُنشئ الناس في الخليج ثقافتهم الرقمية الخاصة. وهي تُؤتي ثمارها.

لم يعد النسخ واللصق مُجرد تقليد

في الماضي، كانت الصيحات تأتي من الخارج، ثم تُعدّل محليًا. الآن، يُطلق مُبدعو الخليج صيحاتهم الخاصة. مشهد كوميدي باللهجة الإماراتية ينتشر على نطاق واسع. بودكاست من الكويت يتصدّر قوائم الأغاني الإقليمية. لاعب ألعاب سعودي يُبثّ بطولة ويحصل على صفقات رعاية.

لم يعد هذا مشروعًا جانبيًا. إنه مجال جاد ومتنامي، مبنية على الأصالة، والصوت المحلي، والمهارة الرقمية.

المنصات تُولي اهتمامًا

لم يعد يوتيوب، وتيك توك، وإنستغرام، وتويتش مجرد مُقدّمي محتوى. يبحثون بنشاط عن مبدعين من الخليج. يقدم بعضهم تدريبًا، بينما يسلط آخرون الضوء على المبدعين الإقليميين خلال شهر رمضان، والأعياد الوطنية، والمناسبات الثقافية.

حتى منصات الترفيه العالمية – بما في ذلك Shangri La – بدأت في تصميم ميزات وحملات مخصصة للمستخدمين في هذه المنطقة، مدركةً مدى تأثير جمهور الخليج وتفاعله.

الألعاب كأداء

تحظى الألعاب بشعبية كبيرة في الخليج – ليس فقط اللعب، بل الأداء أيضًا. يبث المبدعون ألعابهم مباشرةً، ويطلقون النكات أثناء اللعب، أو يحوّلون ألعاب الجوال البسيطة إلى عروض مصغّرة.

يستكشف بعض المستخدمين أيضًا أنواعًا جديدة من المحتوى التفاعلي، مثل خوض تجارب خفيفة على منصة كازينو أونلاين. لا يتعلق الأمر بالمخاطر الكبيرة – بل بالتنوع والفضول، خاصةً عند مشاركته مع المتابعين.

تبدو هذه البثوث أقل تنافسية، وأشبه بقضاء وقت ممتع مع صديق ذكي ومرح.

مزج الفكاهة مع العاطفة

ما الذي يميز محتوى الخليج؟ إنه المزيج: فكاهة خاصة بثقافة معينة، ولكنها قريبة من الواقع. قصص شخصية تبدو صريحة، لكنها دافئة. تعليقات تتناول الحياة الواقعية – المال، العلاقات، العمل – بطريقة تبدو صادقة، وليست مُصطنعة.

يتفاعل المشاهدون مع هذه النبرة. تبدو مألوفة، لكنها جديدة.

وماذا عن المبدعين؟ إنهم لا يحاولون أن يكونوا مشاهير، بل يتصرفون على سجيتهم. هذا ما يُبقي الناس مُشاهدين.

من الهوايات إلى الصخب

ما بدأ كبعض مقاطع الفيديو للتسلية تحوّل إلى مصدر دخل حقيقي للكثيرين. رعايات، سلع، تبرعات، عائدات إعلانات – أصبح من الممكن الآن بناء مسيرة مهنية بدوام كامل من الإبداع الرقمي في الخليج.

وهناك دعم أكبر من ذي قبل. مساحات العمل المشتركة، الفعاليات المجتمعية، شراكات العلامات التجارية – جميعها تُساعد المبدعين المحليين على الارتقاء بمستواهم دون مغادرة موطنهم الأصلي.

المستقبل محلي، ولكنه مُستعد عالميًا

يحظى المحتوى الخليجي باهتمام دولي أيضًا. يُضيف بعض المبدعين الآن ترجمة إلى مقاطع الفيديو الخاصة بهم. ويُدعى آخرون إلى ندوات عالمية، أو فعاليات ألعاب، أو برامج على يوتيوب.

لكنهم لا يُغيرون شخصياتهم ليناسبوا القوالب العالمية. إنهم يُظهرون للعالم ما يجعل صوت الخليج الإلكتروني قويًا جدًا.

خاتمة

كان الترفيه عبر الإنترنت يعني في السابق مواكبة الصيحات. أما الآن، في الخليج، فهو يعني إطلاقها.

سواءً من خلال مشهد كوميدي، أو لعبة، أو دردشة مباشرة، أو بث مسائي هادئ، يُظهر المبدعون هنا للعالم أن الترفيه لا يحتاج إلى صخب أو ادعاء. بل يحتاج فقط إلى أن يكون حقيقيًا.



إقرأ المزيد