في خطوة تهدف إلى الحد من تصاعد عمليات الاحتيال المالي عبر الحسابات المصرفية وبطاقات الائتمان، أعلنت هيئة التنظيم والرقابة المصرفية في تركيا (BRSA) عن إجراءات أمنية جديدة تُطبَّق على جميع البنوك العاملة في البلاد.

وابتداءً من هذا الأسبوع، سيُطلب من العملاء استخدام بطاقة الهوية المزودة بشريحة للتحقق من الهوية عند إجراء أي معاملات نقدية بين الساعة 10:00 مساءً و6:00 صباحًا، وذلك بغضّ النظر عن البنك أو مكان المعاملة.

الهدف: وقف جرائم الاحتيال الليلي

جاء القرار بعد ملاحظة ارتفاع في عمليات الاحتيال الإلكتروني التي تستغل ساعات الليل، حيث يكون العملاء أقل انتباهاً للرسائل التحذيرية من البنوك. وأوضحت الصحيفة الاقتصادية تركيا أن العديد من المحتالين باتوا يستغلون الحدود المرتفعة لبطاقات الائتمان والوصول الليلي إلى الخدمات المصرفية لتنفيذ سرقات مالية يصعب اكتشافها في الوقت المناسب.

نظام تحقق جديد بالهوية الذكية

وفقاً للتعليمات الجديدة، فإن السحب النقدي أو طلب السلف من بطاقات الائتمان ليلاً لن يكون ممكناً إلا عبر التحقق الفعلي ببطاقة هوية مزودة بشريحة ذكية، باستخدام الهواتف التي تدعم تقنية الاتصال القريب (NFC).

أما العملاء الذين لا يمتلكون بطاقة ذكية أو هواتف تدعم NFC، فسيُمنعون مؤقتاً من إجراء هذه المعاملات خلال الفترة الزمنية المحددة، على أن يمكنهم إتمامها بعد الساعة السادسة صباحاً.

خلفية القرار

تأتي هذه الخطوة بعد ازدياد عمليات الاحتيال الليلي عبر التطبيقات المصرفية والاتصالات الهاتفية المزيفة، حيث يتجاهل العديد من المستخدمين التحذيرات الأمنية أو مكالمات البنوك في تلك الساعات، ليكتشفوا صباحاً أن حساباتهم قد استُنزفت.

تعليق اقتصادي

يرى خبراء أن هذه الإجراءات ستُسهم في رفع مستوى الأمان المصرفي في تركيا، لكنها قد تسبب بعض الإزعاج المؤقت للعملاء الذين يجرون معاملات طارئة ليلاً. ومع ذلك، يُتوقع أن تقلّ معدلات الاحتيال المالي بشكل ملحوظ بعد تطبيق النظام الجديد.